" فضيلة الصمت " - "رشيد بومالي
- Admin
- 4 مارس 2017
- 2 دقيقة قراءة

" فضيلة الصمت " - "رشيد بومالي
-----------------------------------
الصمت فضيلة في متاهة اللغو اللامتناهي .... للحروف مجالها الوهمي في تزيين الحزن وإلباسه ثوبا من خيال ...... للحروف قدرة على تجميل البشاعة وتصويرها بأبهى الألوان .... نمارس الزيف مع فعل الكتابة وأنا قد سئمت الخداع ...
كيف لي أن أستمر في تلوين تلاشي الإنسانية في البلاد بألوان تموه السواد ؟؟؟؟ كيف لي أن أمسح دموع اليتامى بريشة مكتوبة على حساب آلاف اﻵباء الشهداء ؟؟؟؟
من أنا لأزخرف مشاعر آلاف الأرامل والثكالى وأجعلها تبدو مليئة بالإحساس ،، بينما هن غارقات في انعدام سبل الحياة ؟؟؟؟ من أنا لأكتب عن شهداء الجوع وأشبع عطش القراء المترفين بالحياة ،،، لأزيح عن كاهلي وكاهلهم ذنبنا بأن الصدفة لم تجعلنا مكان هؤلاء ؟؟؟؟
منافقون نحن ياسادتي ..!!! نمارس فعل الكتابة بمرتبة النفاق ..... نمارس فعل الثرثرة والإعجاب لنخبر أنفسنا بأننا نقوم بواجبنا تجاه كل هذا الدمار .....
فعل الكلام ياسادتي لايشبع الجائعين ، لا يرجع الأموات ، لايعيد لجريح جسده المبتور ، لا يعمر منزلا تهدم وأصبح كومة ركام .... فعل الكلام لا يفهم الحمقى بأن الحرب قد صنعها الأثرياء على أجساد البسطاء .... فعل الكلام لايوجع من ليس بهم إحساس ....
فعل الكتابة هو تعبير إيجابي عن الكآبة ولكنه لن يحدث تغييرا في نفوس حثالة البشرية الحمقاء .... من يملك الإحساس فهو ليس بحاجة حروف تنبض بالأوجاع لتحرك فيه مشاعر الإنسان ......
أسائل ذاتي ..!!! كم كنت ساذجا ..!!!؟؟ حين ظننت بأن للقلم مفعول إسكات الرصاص ..... كم كنت مثاليا..!!!؟ حين اعتقدت بأنني أمتلك المقدرة على تبديل التطرف في كل الأطراف بقلم حبره ممزوج ب ربة الحب عشتار ....
جف الحبر ولم يعد لدي الكثير ليقال ..!!! فهل أتخلى عن سلاحي الأوحد في كل هذا الظلام ؟... أينكسر القلم في لحظة تتلاشى فيها أمامي كل اﻵمال ؟؟
طوبى للمشردين والمظلومين والمحرومين .. طوبى لدماء البسطاء ... طوبى للثكالى والأرامل واليتامى ... طوبى لدموع نزفت من قلوب الرجال ..... طوبى لمن دافع عن الإنسان دونما اكتراث للحياة ..... طوبى لكل من لايستطيع أن يمارس فعل قراءة هذا الهراء لأنه مشغول بتضميد الجراح .
------------------------------ الشاعر : "رشيد بومالي " ( المغرب )
تعليقات