" مطر " - إسراء جمال
------------------------
ولا يغرنّك يافتى بريق عينيها السوداوين تشعَّان أملاً وسط ظلمةٍ قاحلة ، وترسمان بسمة تزين ثغراً أدماه الحزن .... وإياك أن تصدق مدى سعادتها حين تحكى عن ذلك فهى حين تملأها البهجة تملأ ابتسامتها الأرض عبقاً ، تتقافز فتلامس بياض الغيمات كأميرةٍ لا تعبأ بقواعد ملكية تقيِّدها ، فتراها تلاعب الأطفال وتمتزج بهم حتى لا يميّز أحد أهى التى أفاضت عليهم طفولتها ، أم هم من احتضنوا رقة قلبها ببراءة ، تمرُّ بأناملها العذبة على وريقات الأزهار كنسيم هادئ فتتمايل الأزهار مبتهجةً شاكرةً لها حُنوها الدافئ ، تعدو خلف ركب الفراشات كأنها إحداهن .... يا فتى إن ذلك البريق يخفى أكثر مما يتخيله عقلك الصغير ، فما القوة المرتسمة فيه سوى نتيجة كبوات متتالية ، ودمعات أفاضتها فى عتمة الليل شرذمت روحها لأشلاء متناثرة وحدها تدرى كيف لمْلمَتها ، ولكم من الزمان قتلت بهجة قلبها ..
وما الهدف السامى اللامع فيهما سوى إدراكٌ أنّ حياتها لن تستقيم سوى بعزم يهز الجبال ، ما هو إلا جرح غائر برحيل من وجَب بقاؤهم ، وتخاذل قومٍ أوهموها محبّتهُم ....
لاتظن يافتى أن سحر ذلك البريق كان ليُبرأ دون ما قاست ..
فى بريق عينيها يا فتى كتب كثيرون الشعر ، وأفاضوا عبارات الغزل ، إلا أنها ما اهتمّت ..
لا تجرؤ على القربِ إلا إن ترجمت ما يحمله بريقهما الساحر
وإياك وأن تخمد بريقاً يعكس رونقها .....
--------------------------------------
إسراء جمال عفر الله لها ولوالديها