top of page
صورة الكاتبAdmin

هنا وُلِدْنا.. وهنا نموت - عمر الخيام الدمشقي


هنا وُلِدْنا.. وهنا نموت - عمر الخيام الدمشقي

-------------------------------------- لم يكن من الممكن ان ينقذ الدكتور احمد هذا الطفل الصغير الذي اتت به وحدات الاسعاف من تلك المدرسة الابتدأئية في حلب طفل يبلغ الثامنة من العمر اصيب ببتر طرفين فقد طرفين من جراء التفجير الذي قامت به الطائرات الروسية التي تشنها حربا مفتوحة في سوريا الى جانب النظام السوري كانت فرق الاسعاف قد اتت بطرفي الطفل من تحت الانقاض كان صراخ الطفل صامتا جافا جدا فهو لا يبكي ولا يصدر أي صوت ولا تنهمر الدموع من عيناه انه يبكي بصمت ذهل الطاقم الطبي في ذاك المشفى الميداني من رباطة جأش هذا الطفل كان يسأله الدكتور احمد ما اسمك يقول عمر من اين انت انا من سوريا اعلم من اين من سوريا انا من سوريا من فعل هذا بك انهم الطائرات الروسية كانت تلقي علينا الصواريخ وكنت في المدرسة مع رفاقي اصيب اخي اصيب ابن عمي وابن عمر الاخر واصيب الاستاذ يقول الدكتور احمد انا للطفل عمر الان سوف اعطيك حقنه لن تخاف قال الطفل لا اخاف انا اريد يدي اريد ان اكتب وظائفي اريد ان احمل حقيبتي اريد قدمي انا العب كرة القدم في المدرسة الدكتور احمد انا سوف احاول وهذا الفريق معي يساعدني والله معنا لا تخف يا بني حاول ان تستذكر شيء جميل اهدئ لن تشعر بشيء الان عد لي فقط للعشرة يبدأ الطفل في العد ووووووووووواحد يفقد الطفل الوعي تحت تأثير المخدر الذي حقن به وادخل الى غرفة العمليات يستعد الدكتور احمد لأجراء تلك العملية الخطيرة في اعادة زرع الاطراف هو طبيب جراح ولكنه قد تخصص في كل شيء في تلك الحرب اكتسب الكثير من الخبرة اصبحي الطبيب السوري هو متخصص في جميع الحالات والاختصاصات فقد فرضت الحرب شروط قاسية على تلك الطواقم الطبية وعلى هؤلاء الاطباء قد يكون جراح وطبيب عظام جراح قلب جراح عصبية فكثرة الاصابات كانت تفرض على الاطباء ان يتخصصوا في كل شيء تم تخدير الطفل وليس من طبيب عظمية او طبيب اعصاب وطبيب شرايين الاطباء هنا امام حالة خطيرة جدا يشير بعض الاطباء ان تحال الحالة الى أي مشفى في تركيا يرفض الدكتور احمد هذا الامر الطفل الان تحت التخدير وهو الان بين ايدينا ولا مجال هنا لأي تغير يبدأ الدكتور احمد في تعقيم الجروح وتطهيرها وشرع مع الاطباء الاخرين المساعدين معه في اكمال تلك الجراحة كان هناك تهتك في العظم وفي اللحم يحاول الجميع ربط الاعصاب ببعضها واعادة ترميم الشرايين وتجميع الاطراف واضطر الاطباء الى اخذ خزعات من جسد الطفل لترميم بعض العظم استمرت العملية احد عشر ساعة تكللت اخيرا بالنجاح لكن ليس بالنسبة المئوية التي عليها الطفل تمت اعادة زرع الاطراف للطفل بمجهود هؤلاء الاطباء المجهولين الذين اقسموا بالله ان تلك المهنة هي للانسان وليس للتجارة كانت فرحة الدكتور احمد ورفاقه لا تضاهيها فرحة لكن هناك الكثير من تلك الاصابات التي بقيت حيث هي فلت تتمكن ان تأتي لها فرق الاسعاف او عجزت عن اخراجها من تحت الانقاض لن تأتي من جراء تلك الغارات الهمجية التي يقوم بها الطيران الروسي في حلب الى جانب طائرات النظام السوري هذا الطفل تمكن من اجراء جراحة واعيد له الاطراف ولكن هناك اطفال بقيت تحت الانقاض الى الان تنتظر لتزهر فلقد التحمت مع الارض التصقت بالتراب غرست اطرافها بدمها ارتوت وشربت التربة منها حتى ارتوت حتى انغمست للاخير ستزهر وتفتح بتولها في سماء سوريا وتتحدى الموت مرة اخرى الى شهداء قضت تحت التراب وتنتظر الشمس لتشرق الى ام بكت بدموع جافة الى اب صرخ بصوت بحت له الحناجر الى الى اسير بقي معلق في سجون لا يعلمها الا الله الى جدات بقيت عاجزة وارتفعت ايديها الى السماء عمر قد يعود من المنفى لتضحك الشمس مرة اخرى سوريا لن تهزم سوريا ليس ابليس ليرجم سوريا ليس الامام المقتول وليس الغادر ابن ملجم سوريا شمس منها الشرق منها اول حرف واول حضارة واول كتاب واول معجم سوريا رقعة بيضاء من كتب اسم في صفحتها فليتوضئ فدم الشهيد لا يهضم , نديم تيسير عرابي عمر الخيام الدمشقي استنبول المنفى اسنيورت فبراير 2017


٩ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page