سفينة الاحزان - سلوى خلدون
-------------------------- بالله يا سفينة الأحزان يا ذات الشراع الاسود العطلان الذي أظلم أجواء الشّطآن يا مَنْ وجودك هدَّ البنيان أذبل وردة حمراء كالمرجان ألَمْ يحلو لك مقاما كالأحضان سوى امرأة ضعيفة الكيان لا تملك سوى لُطفا و حنان داخلها حب و إحسان ازدادت لتدفن من زمان لِمَ يا سفينة الاحزان تبّتْتِ الأوتاد في كل الأركان و رسَوْت فطاب لك المكان وأبَيتِ أن تقلعي حتى الآن لازمتني مدى الأزمان أعاني حياة القهر والامتهان ما ذنبي إن أردت العيش بأمان بين مرافق الوضوح و البيان دون مكر دون خداع دون بهتان دون أناس في هيئة شيطان تمنيتك يا سفينة الهوان يا حاملة نفايات هذا الزمان أن تعدلي عني و تنسي هذا العنوان تسللت اليَّ خلسة واستحليت الإستطان حطمت قلبا دقاته تاهت عن الخفقان و بدلت الكرامة و العنفوان انهكت الجهد و كبلت اللسان جعلت البسمة تفارق الأسنان طال الحزن و تجاوز الأعنان بدلت الأحلى لمُرٍّ و قطران حركت بداخلي أشجانا كالطوفان و جعلت مني شاعرة الأحزان اعتادت قريحتي نظمها دون سر او كتمان كل حرف كل كلمة هي وقود و نيران كل الآلام التي تجرعتها أصبحت عندي سيان من كثرة ما حَملتِ صرتُ لها في إدمان
--------------------- بقلم سلوى خلدون