حبكم عيد و عيدكم حب - مذكرات طالب
------------------------------------
قد لا اكون منصفا ان قلت ان اليوم كباقي الايام .وقد لا تكون اللغة ايضا منصفة ان هي وصفت هذا اليوم .فبغض النظر عن ما تدعون اليه من اعياد ومناسبات .فهناك ما هو اهم واكبر في الجهة المقابلة .عاشقان احبا بعضيهما ليس كحب عرفته مجتمعتنا اليوم بل حب اعمق و انقى .اصدق واصفى .ظروفهم لم تسمح لهم بلقاء منذ مدة واكثر .بلغ منهما الشوق مبتغاه .دائما كان الاخر حاضرا في عمق الثاني .اختارا اليوم ليكون بداية لهما .لرحلة قد لا تشبه اية رحلة وقد لا تكون تفاصيلها كما باقي التفاصيل .اختارا ان يكون اليوم عيدهما الاول ولقائهما الاول ونظرتهما العميقة الاولى المزدوجة كذلك .وصلت هي قبله انتظرته تأخر قليلا لكنه حتما سيأتي .فكم انتظر هذا اليوم وكم تصورت في خياله لحظات لقائه الاول بحبيبته .ارسلت له رسالة انها قد وصلت .في طريقه كان انداك . وصل هو ايضا .خطوات قليلة وقف امامها التقت النظرات و قبلهما قد خفق القلبين مئات الخفقات .توقف الزمن لحظات من يدري كم دام الامر دقيقة ساعة سنة .....من يدري .في لحظتها تلك قد استرجع كل منهما شريطه مع الاخر لما يزيد عن العام والنصف من الشوق و الانتظار .ابتسامة متمردة قد سلبت الصمت متعته عجلت ببداية اللقاء كلمات قليلة نطق بها كل واحد .فقط رددا اسماء بعضيهما البعض .تلك الاسماء التي كانت مجرد حروف في هواتفهما تشكلت اليوم لتبد اكثر اناقة و امتيازا بريق الحب من الاعين الاربعة يضيئ المكان .تراقصت الشمس لفرحتهم فلم يسعها المكان .دون كلمات اضافية تعانقا العاشقان .لم يكن احد يتصور بداية كتلك .ربما شاركت بضع دمعات لقاء الشوق داك لكن لم يلحظها احد .كان الحب هو الشغل الشاغل في يوم عيده ومولده .الحب يا سادة شرف .وصدق وفاء واخلاص .انتم من تسيؤن للحب وليس هو السيئ .انطلق العاشقان يجولان جنتهما التي لا ترى لغيرهما لم يفلت هو يد ملكه الصغير داك ولا هي قد خانت روح اللحظة بل تعايشوا في حب و انسجام ..................مضت اكثر من اربع ساعات و كانت اللحظة الاخيرة اصعب ما يوصف .لكم ان تتخيلوا يا سادة كيف لمن حصل على مبتغاه ان يتركه .فلا الدموع قادرة على ترجمة صعوبة الامر ولا الكلمات انسبت خارجا بين شفاه العشاق.تراخت يدهما قليلا جدبت يدها قليلا و ما زال الاصبع متصلا بالاخر افترقت يديهما و تشنج الوريد من البطين الايسر للقلب .كان اخر ما سمع من بعضيهما البعض كلمة "احبك" لم تكن تشبه اي نظيرتها فهي اعمق و اصدق بل كانت تعني لا تتركني اريدك للابد .انته اللقاء اذن و لم يترك سوى الذكريات .وهدية ليست بقيمتها سوى الرمزية فالحب اكبر من يكون مجرد هدية . كتاب يحمل بين دفتيه الاف الكلمات التي تقرأ بضم التاء و الملايين من العبارات التي تحس بضم التاء ايضا . و ايضا حذاء صغير لمولود .حذاء لم يجد اخاه الا حينما يلتقيان مجددا فكل منهما له احدى الاحذية.فاليمين قد احتفظت به والايسر ما زال هو يمسكه ......... فقد يكون مصير ذاك الحذاء ان يجمع بينهما يوما مولود صغير ثمرة لحبهما ......
---------------------------------- 14.02.2017 مذكرات طالب حبكم عيد و عيدكم حب