top of page
صورة الكاتبAdmin

(طائر من الشرق يبكى فوق ثلوج الشمال) - بقلم / سعيد الشربينى


(طائر من الشرق يبكى فوق ثلوج الشمال) - بقلم / سعيد الشربينى ------------------------------------------------------- بولونيا (بالإيطالية: Bologna)، مدينة إيطالية عاصمة إقليم إميليا رومانيا ومقاطعة بولونيا، عدد سكانها 373.026 نسمة. تتميز بجامعتها الأعرق في أوروبا تأسست في عام 10888 وتعتبر من أهم المنارات العلمية في عصر النهضة عندما استوعبت ألفي طالب علم من كل أنحاء أوروبا ليلتقوا في تجمع يمثل كل عبق العصور الوسطى، أحد معالمها مباني أثرية مثل البرجان الموجودان في وسطها. و بولونيا هي إحدى أكثر المدن الإيطالية تقدماً. وغالباً ما تصنف في مقدمة المدن بالنسبة لمستوى المعيشة إيطالياً. ويرجع هذا إلى التزامه تقاليدها الصناعية القوية وموقعها الطبيعي - واقعة على مسار أهم الطرق السريعة والسكك الحديدية في البلاد - فضلا عن مجموعة الخدمات الاجتماعية الكبيرة والمتطورة للغاية. عرف عن البولونيين جرأتهم وانغماسهم في الحياة الثقافية، وأعلنت مدينتهم في عام 20000 عاصمة للثقافة الأوروبية، كما تم تحويل سوق الأسهم المحلي القديم إلى أكبر مكتبة متعددة الوسائط في إيطاليا مما جعلها تستحق اسم مدينة المثقفين. تعتبر بولونيا بموقعها الذي تحيط به بقايا جدران تعود إلى العصور الوسطى مكاناً مثالياً للتجول سيراً على الأقدام. اعتاد طائر الشرق ان يحلق بجناحيه فوق سمائها ليطلع على ثقافتها المتقدمة ومدنها وموقعها الطبيعى. وذات مرة اثناء تحليقه وقعت عيناه على فتاة ترسم ملامح الطبيعة وجهها وفى عيونها شقاوة الشرق وبين فكيها لسان عبق بثقافة الشمال . فرفر قلبه كما يرفرف جناحيه فحاول الاقتراب منها والتحدث معها وهو لايعرف انه سوف يصتدم بأختلاف اللغة . فهى تميل الى التحدث بالأسبانية والفرنسية وليس بالجيد بالأيطالية . ولكن ماذا يفعل ؟ وهو قد تعلق بها .. فقرر أن يكون التحدث بينهما عبر شبكات التواصل الاجتماعى ( الانترنت ) . فأصبح صديقهما الذى يلجئا اليه عندما يريد كلآمنهما أن يعبر عن مشاعره للأخر . وساعدهما على تذليل العقبات والتغلب على مشكلات اللغة . فظلا على ذلك فترة طويلة من الزمان تدور بينهما احاديث واحاديث تشبه قصص الف ليلة وليلة حتى تسلل الحب الى قلبهما وتمكن منهما . فقررا أن يلتقيا فى الشرق ( القاهرة ) بعد دعوة العصفور لها بزيارة مصر والتعرف على حضارة الشرق ويسعد برؤيتها . فلم تمانع الفتاة ذلك بل اسرعت بتحديد موعد السفر وهما على تواصل مستمر حتى اليوم السابق لوصولها الى ( مصر ) . فأخذ يعد لها عشآ يليق بها يزرع فى اركانه الورود والازهار يعطر جدرانه بماء الياسمين ينشر الزينة فى كل مكان . ثم جلس على الاريكة ليطلق العنان الى خياله يسبح فى لحظة اللقاء . بعد أن فارقه النوم . وفى صباح الوصول يذهب مسرعآ بعد أن استقل السيارة ليلحق بوصولها بالمطار وهو يحمل فى يده باقة من الورد الاحمر الذى تحبه . وعيناه حائرتان بين الركاب اللذين هبطت بهم الطائرة فى الموعد المحدد واخذ ينظر بينهم مرات ومرات فى لهفة وشوق وهو يتمنى أن تقع عيناه على رؤيتها . ولكن كانت الاقدار تخفى وراء ابوابها ما كان لايتوقعه . فلم تأتى وخالفت ما اتفقا عليه دون اشعاره فأصيب بلحزن والالام والقى بباقة الورد بطول زراعيه وعيناه تنهمر منها الدموع وهو يتسائل : لماذا فعلت بى هذا ؟ الست حبيبها ؟ اين الصدق بيننا ؟ هل صدق الشرق يختلف عن صدق الشمال ؟ ام للصدق لونآ آخر لانعرفه ؟ الصدق لايعرف الا لغة واحدة يعرفها الشمال والشرق هى ( الصدق ) . فما به الا أن يسمع صوتآ بداخله قائلآ : لاتحزن فالشرق عندما يصدق يبكى .. والشمال عندما يعشق يذوب . هكذا الاقدار خلقت العالم من حولنا فالعشق للشرق اوفى . والعشق للشمال ابلى .. ..................... قصة قصيرة من واقع الحياة تحريرآ فى / 28 / 1 / 2017


١٦ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page