ارتعاشاتُ الرّوح - حكمت نايف خولي
------------------------------------ عواصفٌ هادرةٌ من ارتعاشاتِ الروحِ المتمردة الثائرةِ المتشوقة الى الينابيعِ والمتعطشةِ الى مياهِ جداول الأبدية .... رياحٌ قوية متوثبةٌ تدفعُ بأشرعةِ زورقي الى البعيد المترامي ..... شعاعٌ ملتهبٌ متوهجٌ من الشوقِ والتوقِ والحنينِ يمزِّقُ أنسجةَ عيوني العمياء فتُبصرُ ما لم تكن تراه وتُدركٌ ما لم تكن تفهمه .... وتروحُ روحي تلملمُ ,من دروب حيواتها ومن على أرصفة محطاتها ,دموعَ افراحِها وابتساماتِ أحزانها وضحكات أتراحها ومآسيها وتسكبُها كلُّها في كأسِ اللازمان المنسوج من نبضات الكون .... ومن عصير ما تجمَّع من آلامها واوجاعها تقطِّرُ نبيذَ الخلود ثم تقطفُ من رياض الآفاق البعيدة وبساتين اللاوجود كلَّ أصناف الأزهار وتصنع منها ماءَ ورد ٍ ,ترياقاً لكلِّ آلام وأوجاع النفس البشرية المطروحة على أشواك الزمان والمهملةِ المنسَّية المنبوذة والممزَّقة أشلاءً على حجارة وحصى هذا الكون ......راحت روحي تبحث وتفتش في حنايا وثنايا وجيوب جلبابِ المبدع الأعظم عن سر أسرار كينونتها ومصيرها المنقوش على لوح اللانهايات لتصل في النتيجة الى سُلافةِ النبيذ المسكر وهو أننا نحن من نحملُ على أكتافنا وعلى عواتقنا مسؤولية ومهمة خلقِ الكونِ الجديد وتغيير وجه الحياة .. .نحن من نحمل شعلة الثورة والتمرد على كل عتيقٍ بالٍ ونحطِّمُ أعمدة كونٍ بائدٍ لنقيمَ أعمدةً وجدراناً لوجودٍ جديد .... نحن من خوَّلنا المبدعُ الأعظمُ وحمَّلنا مسؤوليةَ ومهمةَ التغيير ...نحن أدواته المادية الفاعلة في الكون المادي ليرسمَ بها لوحتَه الفنيةَ الجديدة ...نحن من نحملُ في أعماقِ أرواحنا نواة صفاته الكامنةِ فينا منذ البدايات والفاعلة المتوثبة لتحقيق مشيئته وإرادته في خلق عالم إنساني جديد تتحقق فيه عدالة ومحبة ورحمةُ وحنانُ الخالق ... نحن من يجب أن نعمل على تنفيذ مشيئة الله على الأرض التي ورَّثَنا إياها بعد ان سوَّاها على أحسن وأجمل خلق ... وأفقت من حلمي لأتذكَّر وأذكِّر أخوتي البشر كلّ البشر ما أسرَّ لي به خالقي وخالقهم ::::أحضنوا وعانقوا الكون والأرض بحب وشفقة وحنان كما أحضنه وأعانقه انا إذا كنتم تحبونني ,من يحبني يحب خليقتي ويعمل ويتفانى في خدمتها وإلاَّ تكونون كذبة ومنافقين ومرائين لستم مني ولا أعرفكم إبتعدوا عني يا صنيعة إله آخر يعشق الشَّرَّ ويتلذَّذُ به ::: حكمت نايف خولي