قبلة على جبال الثلج - عبد الفتاح جلال سليمان --------------------------------------------- فى ساعات الصباح الأولى والجو مليئ بشئ من السكون والثلج يملئ جميع الأركان هنا بجوار شجرة اللوز الباسقة بجوار المنزل المجاور للجبل يمسك برعم الزهر يشم عبيرها فى نفس عميق يكررها مرات ثم يمشى يميننا متجها إلى حديقة الأزهار بجوار المنزل يجلس متكأ على قدميه ويقطف بعض من أعواد الفل والورد ثم يمشى بعض الخطوات الى ان يصل الى زهرة الياسمين يجلس بجوارها طويلا يشم من اريجها حتى ينتهى وكأنة لا يريد أن يتركها ثم يتمتم بكلمات غير مسموعة وكأنها حكاية عشق تجمعهما سويا ثم يقطف بعضا منها وتغرورق عيناها بالدموع ثم يأخذ ما جمع ويتجة ناحية باب المنزل وينادى حبيبتى حبيبتى ..تاتى فى هدوء وسكينة يمد يده ويعطيها الأزهار التى جمعها من شرفة منزلة وعلى وجهة إبتسامة بامتداد الجبل المكسو بالجليد ثم يصعد على درجات السلم الخمس الى داخل منزلة . تقابلة حبيبتة بقبلات حارة وتجلسة على كرسيه أمام ذكرياته. ...نعم ذكريات.. وهى عبارة عن مجموعه صور له ولحبيبتة فى زمن الصبا يجلس ويتذكر الايام الجميلة التى مرت عليهما وكيف فعل بهما الزمان ثم يضع يدة على شعره الأبيض وينظر إلى الثلج وكأنها توامان نعم شعرة يشبة الثلج المتساقط ويضحك نعم توامان لا فرق ثم تاتى حبيبتة ممسكة بكوب القهوة الساخن يرشف منه بصوت يضحكها وتقول الم تغير عادتك كل شئ من حولك تغير لون شعرك أشجار اللوز التى زرعنها منذ ثلاث عقود منزلنا كل شئ من حولك تغير حتى شجرة الرمان التى كنت تخشى عليها من تساقط الثلج الآن أصبحت اوراقها تسد شباك الغرفة ومازلت لا تريد قص بعض منها وانت فرح بها أليس كذلك. تذكرين ياحسناء عندما هاجرنا الى كندا وكنتى تقولين ماذا نصنع فى بلاد الثلج والضباب ماذا نعمل هنا اوتذكرى.. نعم اذكر يا اياد ...كنا قد انتهينا من دراسة الجامعة وجائت لك المنحة ثم اعتذرو لعدم مقدرتهم المادية وظروف البلد لا تسمح والحرب تدق أوزارها وكثير من الاعتراضات . ثم وفقك الله وسافرت على نفقه والدك بعد أن باع الخمس قراريط التى كان يملكها وبعدما سافر ت بشهرين توفي والدك وسرعان مالحقتة امك بعدها بى تسع و أربعون يوما وبعدها نزلت جلست شهر ثم عقدنا قراننا وسافرنا ويومها أخذت من امى ثمانون جنيها كانت ادخرتها لوقت عوزة . سافرنا وجلسنا فى غرفتك الوحيدة ثلاث سنوات وثمانى شهور وبعدما حصلت على الدكتوراة اخذنا هذا البيت وبدأت حياتنا ثم يعاود الضحك ويقول لها مازلت فى عنفوانى انتى إللى كبرتى انا لسه شباب ثم تجلس بجانبه ويضع يدة على كتفها ويضمها برفق ويقبل رأسها ويقول لها فى صوت خافت انتى كل حياتى وحياتى انتى ينتفض اياد فزعا من على سريرة يجلس ويمد راجية الى ناحية الأرض وتغمر عيناة البكاء ويمد يدة على سريرة يفتش عن حبيبتة فهى ليست بجانبة كعادتها يقوم يذهب إلى المطبخ ليصنع قهوتة ويأخذ كوب القهوة فى يدة ويذهب يجلس فى مكان ذكراياتة وينظر اياد الى ذكرياتة هو وحبيبتة ويحدث نفسة بكلمات مسموعة ويقول ما بقى لى غير ذكريات منكى يا حبيبتى اما تعاهدنا من قبل ان نكون سويا فى كل مكان فلما رحلتى انتى اولا ليس هذا بعهد يا حبيبتى ثم ينظر إلى كرسية ويضع يدة ويقول لما لاتحدثينى كعادتك الى متى وانتى لاتحدثينى طال جفأوك يا حبيبتى ولم أستطع صبرا يرشف ما بقى من قهوة ويرتدى ملابسة مسرعا ويخرج الى حديقة بيتة ليقطف أزهارة فلا يجد شئ يصلح يمسك بعكازة فى يدة ويتابع السير الى محل الزهور فى اول شارع المدينة ليس ببعيد عنة وينادى على بائعة الورد مارجريت. تاتى مارجريت بابتسامة صباح الخير سيدى اياد يسألها اياد اجاهز الورد مارجريت مارجريت..نعم سيدى يأخذ الورد يحملة فى يدة ويتابع السير مارجريت .لاتنسى ان تبلغ سلامى الى حسناء اياد. سوف اقول لها مارجريت ..لاتنسى اياد ..وكيف انسى يتابع السير هو وعكازة حتى يصل إلى حبيبتة يطرق الباب ويتمتم بكلمات شبة مسموعة يقول السلام عليكم تأخرت اليوم يا حسناء قليلا فارجوكى سامحيني لاتغضبى منى يجلس فى هدوء على كرسى مصنوع من خشب السنديان ويضع ذقنه فوق يدة على عكازة وينظر إليها فى صمت برهة من الوقت ثم يحدثها اشتقت اليكى كثيرا وكل الاشياء فى منزلنا اشتاق اليكى اةةةة كم انا متلهف لأن احتضنك بين ذراعى حسناء لما لاتجيبينى اقول لكى انا لقد حلمت بكى اليلة كنتى معى طوال الليل وانتى تصنعين لى القهوة وتضعين الزهور كعادتك فى الفاظة على الطاولة وكنتى وكنتى الى متى احكى لكى يالله كم اشتقت اليها . ثم ينظر فيجد النهار أوشك على الانتهاء يقوم ويمسك بعكازة ثم يخرج ويغلق الباب فى يدى ويتركها كما كانت ويقول لها فى الصباح نلتقى حبيبتى اة نسيت لاتنسى الزهور خارج الفاظة ثم يرجع متجها إلى بيتة فى طريقة يمر على مارجريت عم اياد كيف العمة حسناء اياد. بخير بخير ويتابع السير مارجريت..عامان لم يقطع العم اياد زيارتة الى زوجتة حسناء من يوم ما توفيت ما هذا الوفاء لايعنية برد او حر او وقت يمر حتى اصبح حديث الكل ما اجملة من وفاء وما اجملك يا عم اياد
--------------------------
بقلم عبد الفتاح جلال سليمان