أيتها العلوج الوحشية... - فريال حقي
أيها الغادي الى شيخوخة مبكرة كيف تألفت مع الغربة و الورد الخلاسي. وفارقت النخيل و الليل الفراتي. و صرت شاهدا على لوعة المكان. و عنف الزمان. و مرارة الحال. ذكرياتك متكسرة على أنهار مفقودة. و أحطاب متناثرة. من ذاكرة الزمن. في غابة مهجورة. غدوت وحيدا. مذ تركت القرنفل مكتئبا. فارقت الشطأن. ونزحت عن جنة الوطن. أصبحت وحيدا مثل زهرة الصبار. و أنت في غربتك القسرية. عيونك في المنفى. تحترق شوقا عاصفا. لأحتضان ربوع الوطن. ترى من يعيدنا. للوطن القابع في الاعماق . حيث كان الدم. مفعم بالمروءات. ينزل من شرفات المنازل. يقبل كل ذرة رمل. رذاذ. موحش من الحزن. يغطي جبالا انسانية . و غابة من الأموات. مرعبة بنحيب البلابل. هذا أوان الحشر. و النفخ في الترياق. و الأرواح متلاطمة. بالهواجس و العواصف. النارية. هذا أوان استنطاق. الطوفان. و عزف جوقة الماء. لحن الشتات. طعم الغربة طحلب بحري. جاء صقيع. فظيع. من الزمن الأول. والجنون المدفون و زبد البحرغطى الأهات المتناثرة. نتلمس في ظلمة. الفتن مصيرنا. وفي العمق نورث الصخر. ونبني المجد. الضائع. ونبحث عن قلعة. أموية عربية. لنرابط. في أرث الأجداد. أيتها العلوج الوحشية اقتربت النهاية. سنقتلع البذور. المسمومة. و نزرع حدائق. الياسمين الدمشقي. أبناؤنا. ينادون أن أطردوا الغزاة. فلا نامت. أعين الجبناء. سوريا. الحرة و أن ران عليها. الحزن و خيم. الأكتئاب. دهرا. ستنهص ثانية. نهوض طائر. الفينق. من رماده. لتغدوا مستقبلا. و أنتظارا واثقا غير يائس. لهبوب العواصف.