الامة الواحدة - محمد مصطفاوي
----------------------------. الحلقة الاخيرة: قال تعالى:[انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض كذلك يضرب الله الامثال]الرعد17 انه الحق اذن ... انه هو الذي يمكث في الارض ،ويمضي مع الانسان، ممتدا مع جميع العصور. ولكن الزخارف تنهار ، والمباني تسقط.فاين عاد وما بنوا ، واين روما ، واين اثينا ، واين فرعون . امثلة بينة يضربها لنا القرأن الكريم ،فلا نرى من ذلك الباطل الابقايا ليتذكر من يتذكر. وانها امة الاسلام وحدها التي تحفظ هذا الخير في الارض بامر الله ،وتصون الحق بامر الله . مهما قل عدد هذه الامة ،فان الامانة في عنقها على مدار التاريخ.واستمع الى آيات الله [فلولا كان من القرون من قبلكم اولوا بقية ينهون عن الفساد في الارض الاقليلا ممن ان انجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما اترفوا فيه وكانوا مجرمين ،وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون ]هود 116.117 انه[لقاء المؤمنين] الذي ينهى عن الفساد في الارض، انها الامة الواحدة ،والدعوة الواحدة.. انها امة واحدة وما اعظمها من لفظة ،وما اجمل ظلالها....امة...وما اوسع معانيها :الوالدة،الجماعة المترابطة، الرجل الجامع لخصال الخير ،الدين، الطريقة والنهج، الحين والمدة ،القامة، مظهر الوجه من الحسن ،... هذه المعاني والظلال تذوب كلها في لفظة امة .[وان هذه امتكم امة واحدة....]تحمل انداء التاريخ.ونهج النبوة ،ورباط العقيدة وامتداد الاجيال ،ومظهر الخير والحسن ،والقيام بالامانة والعهد. لكنها مسئولية الانسان ان ينهض لامانته واستخلافه وعهده ليحقق ببركة النهج وعظمة التنزيل ،حقيقة الامة في الواقع البشري ،كما ارادها الله سبحانه وتعالى،لاكما تصورها الاحلام ، وتصوغها الاهواء ،وتزخرفها المصالح وتدفعها. انتهى النص محمد مصطفاوي في 26.12.2016..