عفوًا فؤادي - فؤاد زاديكه
--------------------------
في القلبِ مِنْ مفعولِكمْ آثارُ ... إذ أنطَقَتْ إحساسَنا الأشعارُ
عفوًا فؤادي إنّ طيفًا هاجَني ... منه انفراجُ الحسنِ و الأنوارُ
ما خِلتُ فكري مُعلِنًا عنْ عجزِهِ ... و الفكرُ لو تدري هُوَ الإصدارُ.
تمضي بيَ الأحوالُ في مشوارِها ... ما حَنَّ شوقٌ أو سَعَتْ أفكارُ
لكنّني الإنسانُ. نفسي حُرّةٌ ... و العقلُ ميزاني بهِ المِشوارُ.
عشتُ الأماني حالِمًا في نَيْلِها ... أطلقتُها تجري بها الأسفارُ
لم أدَّخِرْ جهدًا بِوِسعٍ شئتُها ... يستشرِقُ الإصباحُ و الأسحارُ
تقضي دَوَاعي رغبتي إصرارَها ... لو شاءتِ استحضارَها الأقدارُ.
يا طيفَ ذاكَ السِّحرِ نفسي أنْ ارى ... يومًا حلولًا ذاعَهُ الإخبارُ
لستُ المُريدَ المُبتغي إرغامَكَ ... عن مُلتقىً و الدّافعُ الإصرارُ.
عفوًا صنوفَ الدّهرِ كوني رحمةً ... في مَدِّها كي تُرفعَ الأعذارُ
ذِكرُ الأماني الغُرِّ إسعادُ الورى ... إنْ أطلقَ استحضارَها التيّارُ.