غربة الإسلام- أحمد أمخلوفن
----------------------------
ها قد عاد الإسلام غريبا بل إزداد اليوم غربة وغرابة فرقتنا الآراء والسبل والأهواء فانقسمنا واضطربنا أيما اضطرابا كاد أن يعم النفاق مجتمعاتنا وينتشربيننا عربا كنا وأعرابا فعاد بنا الزمان إلى الوراء خلف التاريخ أحقابا وأحقابا ليس لعصر السيوف والخيول حين كنا ، وكان جانبنا مهابا بل لعصر التمثيل والمسلسلات والسهرات بالغناء عزفا وإطرابا صُمَّت آذاننا لغوا ووقراً والْتَبَسَ الباطل بما كان صوابا تقزَّم اختلافنا في دم حيض ونفاس ولباس ، نقابا وجلبابا وحجابا فهل سيصدق أجداد أجدادنا بأن..؟ الخيل أصبح في عصرنا دبابة هم كانوا أتقياء أعزاء رحماء بينهم معتصمين بحبل الله متحابين أحبابا ونحن انقسمنا فتشرذمنا وضعُفنا لم نعد نمدد للسماء أسبابا عدونا يزداد قوة وجبروتا في تكتل مستمر خيلاء وإعجابا لم نستيقظ إلا على كابوس لطائرات غطت سماءنا أسرابا ورأينا عواصم أقطارنا ومدنها قد صارت جلها اليوم خرابا وشهدنا اليوم الذي فيه ظننا في جيوشنا وقادتنا قد خاب ملايير الإنفاق على السلاح والتسلح تبخرت وأضحت سرابا يريدون جعل الإسلام استسلاما فها قد صار الجهاد إرهابا غدنا مظلم كيف لا..؟!وقد غزت بيوت أغلبنا الكآبة حبر أقلامنا سيسيل دما انتهى عصر التأليف والكتابة إن السعادة قد ولى عهدها هدىً وتقىً ذكراكثيرا ومحرابا نسأل الله أن يتقبل منا أعمالنا دعاؤنا لم يعد كالسابق مجابا ما عادت تنفعنا نصيحة ولا تذكير ولا موعظة ولا عتابا هذا زمان فعل وليس قول فما جدوى المحاضرات والخطابة حتى المدرس في مدارسنا أضحى طائرا..! إما ببغاء وإما غرابا وجاء بنا الداعون المدعين المحافظة على البيئة مطأطئين الرأس للغابة وحدتهم الولائم قرودا وفهودا ضباعا وثعاليب ، أسودا وذئابا ينهشون لحوم فرائسهم دون رحمة غارسين مخالبهم فيها بأضراس وأنيابا يا للشراهة والجوع والخسة والنذالة وسال على لحوم فرائسهم لعابا ولما عطشوا ولم يجدوا ماء اتخذوا من دماء فرائسهم شرابا روائح جيفهم النتنة ملأت أرضنا وأجواءنا دودا وذبابا والبقر أجمعوا فيما بينهم أن يتخذوا من عجولهم أربابا قرار الحفاظ على نسلهم هذا أشبعوا به أسودا ونسورا وكلابا انتشر الدعاة بيننا منا ومنهم فروجوا لمعتقدات شيوخا وشبابا
لكل طائفة شيوخ وطقوس ومفاهيم اتخذوها وحيا وكتابا جزاؤنا من جنس أعمالنا جزاء من ربك عطاء حسابا فلا خلاص لنا من وضعنا هذا إلا بتوبة إلى الله متابا
-------------------------------
بقلمي : أحمد أمخلوفن