ازحت غطاء الدفء عن جسدي الصغير في ساعة مبكرة من بداية يوم جديد شعرت بالحنين الى فراشي،لكن وجب عليّ النهوض.وقد كان الرداء الأسود يكسو الفضاء مع لؤلؤات بدأت تتلاشى في سماء الليل ليبزغ ضوء النهار.امتطيت سيارتي وسرت في بطء، نظرت خلفي أودع المكان بعينين يكتسيهما النعاس انه منزل والدي الذي أودعه لأخر مرة في حياتي وانا أعلم انها آخر مرة ازوره فيها .وشعرت اني أترك شيئا من ذاتي هناك ولن أسترده.استدرت وانطلقت في السير نحو مدينة "سوسة" اين مسكني وحياتي.الشارع طويل ومظلم وخال سوى من بعض الهياكل السيارة التي تبعث قليلا من الضوء لتنير المكان .كنت أسير الى الامام ولكن فكري يعود الى الوراء،ينجذب بخيط سميك الى ذلك المنزل بأول الشارع هناك خلفي. ذلك المنزل الذي شهد مولدي وطفولتي ورسمت فيه أحلامي وأجمل أيام شبابي .تمنيت العودة والاعتصام على عتبته احتجاجا على بيعه. لكنني ها انا اهجره كما تهجر الروح الجسد .دست على مزود السرعة كمن يهرب من شبح يلاحقه ،شبح الذكريات وأحلى سويعات الحياة .ساعتان من السير في الطريق السريعة لا ادري كيف طوتها عجلات سيارتي وكانت اشعة الشمس قد بدأت بالشروق لتضيء الطريق ولكني لا ارى الا الظلمة التي لازالت تكتسح داخلي.وانشق صدري عن شوق من نار عن مشاعر غزيرة مدرار كانها تتدفق من بئر معلقة في السماء وصلت بيتي وكانت قطرات الدمع الساخنة تتدحرج لتفتت صقيع الفجر على وجنتيّ .أسرعت بالجلوس على مكتبي وأخذت قلمي لأخط بادمعي قليلا مما مضى وأضيف اليه الحاضر وشيئا من المستقبل وأفرغ على الورق شيئا في خيالي قد سكن.جوهرة الساحل)راضية الهلالي)التاريخ : يوم مصادرة ممتلكات روحي