دُنْــيــــــا.... الشاعر حسن منصور
------------------------------------------------------------ تسألُني يَعلــو وجْهَــها الخَـفَــرُ || مــاذا جَـــرى يا تُرى؟ وما الخَبَرُ؟ أراكَ فــي هَــــمٍّ لا تُـغـــــادِرُه || أضاعَ مــنكَ الأحْــبابُ أمْ غَـدَروا؟ أمْ فاتَ حُـــلْمٌ قـد كُنتَ تَرْقُـبُـه || وراحَ مــــثــلَ السَّــرابِ يَـنْحَــسِرُ أمِ الـلــيالي الســوداءُ جــاثـيَـةٌ || يُكَــدِّرُ الصّــفْــوَ لـــوْنُهــا العَــكِــرُ قضيْتَ عُمْراً قد راحَ في هَدَرٍ || أمــا تَـنَـبَّـهْـــــتَ أنَّــهُ هَـــــــــدَرُ؟! ألـمْ تكُــنْ واعِــيــاً وذا حَــــذَرٍ || فـكـيْــفَ مَـــرَّ الزَّمــانُ والعُــمُـــر وكـنْــتَ لا ترْضى أنْ تُـبَــدِّدَهُ || أَنِـمْــتَ عــنْهُ وَلـــمْ يُـفِــــقْ حَـــذَر ولمْ تزَلْ في الطريقِ مُـنْتَصِباً || تَعــاوَرَتْــكَ الشُّـمــوسُ وَالمَـــطَــر ووجْهُكَ العـاري لـلرِّياحِ بَــدا || وُرَيْـــقَـةً في الخــريـفِ تُحْـتَـضَر إلامَ تبــقى في الــدّربِ مُنْفَرِداً || ألــمْ يَنَـلْ مـنكَ السَّهـلُ وَالـوَعَــر؟! فقلتُ: لا. وَالنّيرانُ في شَفَــتي || وَقُـلـتُــهــا وَالأَمْــطارُ تَــنْـهَـــمِــر وحَــوْلِيَ الجَــوُّ فــيهِ عــاصِفَةٌ || وبَـرْقُــهــا والـرُّعــــودُ تَـنْـفَــجِـــر فلمْ تُخِفْني الْأمْــطارُ مُطــفِــئةً || نـاريَ، أوْ يَخْــمُـــدْ لحْــظَـةً شَـرَر ولا انْحَـنَـتْ هامَـتي لِعاصِـفَـةٍ || ولــمْ يُـراوِدْ عَـــزيــمَــتي خَـــــوَر ------------------- عــابِـثَــةً تسـألـيـنَ في خَــفَــرٍ || وأنتِ لا تعْــرِفــيــنَ ما الخَــفَـــــر كاذبَــةٌ أنـتِ بــلْ مُـــراوِغَـــةٌ || تَحــارُ فـــيـكِ الـنُّــهـى وتَـنْـبَـهِـــر وكمْ تَـقَــلّــبْـتِ دونَ سـابِــقَـــةٍ || وَمــا اسْـــتَـقــَرَّتْ عُهـودُكِ الـكُـثُـرُ يا أُمَّ دَفْــرٍ دَفَرْتِ لي عُـمُري || كــأنَّــــهُ لـحـــظـــــةٌ وَتَــنْـــدَثِــــــر غـفِـلْتُ عَنْ أيّامي وَنَفْــسيَ إذْ || أغْـــرَيْــتِ عــيْـني كأنَّـكِ القَــمَــــر وكـنتِ تَبْـديـنَ نصْفَ عارِيَـةٍ || في فِـــتْـنَـةٍ يَــزوغُ مـــنْهــا البَـصَـر وكـنـتِ تَـبْـــدينَ لي مُحَجَّــبَةً || وَسِــحْــرُ عَـيْـنَـــيْـكِ وَحْـــدَهُ القَـــدَر خلفَكِ أمْشي الدُّروبَ في لَهَفٍ || والعــيــنُ بلْ والــفُـــؤادُ يَـنْـتَــظِـــر لعَــلَّهُ يَحْــظى بالتي ابْتَعَــدَتْ || وهْــيَ المُــنى والمُــــرادُ والــوَطَــرُ ومـا تـزالـيـنَ أنتِ غــــانِـيـــةً || تَجْــــتَـذِبُ الـعــاشِـــقــيـنَ أوْ تَـــذَرُ وما ارْتَوى مِنْ هَواكِ مَنْ فَقِروا|| وَلا ارْتَــوى مِنْ هَـواكِ مَنْ بَطِروا حَـيَّـرْتِ عُــشّاقَـكِ الّـذينَ أتَــوْا || وَخُـــنْـتِ عُـشّاقَـــكِ الأُلى غَــبَـروا فَهَلْ أنا غَـيْرُ مَنْ أتَوْا وَمَضَـوْا || كَأنَّــهُــمْ مــا عــاشوا وَلا عَـمَــروا نعـمْ أنــا مِـثْـلُهُــمْ وَلي سَــبَبٌ || وَغَــيْـرُهُــمْ إذْ لــمْ تَـثْــنِـني الغِــيَر أقــــولُ آهٍ ولــمْ ألاقِ صَــــدًى || يُجــــيـبُ آهـــاتي ثـمَّ يَـنْــتَــصِـــر سِوى الذي في الأعْماقِ مِنْ أمَلٍ|| بِـأنَّ ربّـي يُعــيـنُ مَــنْ صَــبَروا ذلــك إيمــــانٌ بِالـعَــــدالـــةِ لا || قَـــــوْلَ سِــواهُ وَلا بــهِ كَـــفَــــروا وَلا يَمُــــرُّ الصَـنـيعُ مُـنْـدَثِــراً || وَإنّــــــمـــا عــــنـدَ اللهِ يُــدَّخَــــــر ---------------------------- الشاعر حسن منصور [من المجموعة الثانية عشرة، ديوان (عندما تنكسر الدائرة) ـ دار أمواج ـ عمّان]