نشوةُ الجمال
شعر: فؤاد زاديكه
-----------------------
سَكِرْتُ ما بِخَمْرٍ أو شرابِ و لكنْ مِنْ ندى هذا الرُّضابِ
فما كانَ الجمالُ بأيِّ معنىً إذا لم يرتسمْ حرفُ الكتابِ
بفجرٍ مِنْ سَنا عينيكِ نوراً و كانَ اللّينَ في عَطفِ الشّبابِ
تأنّى شاعرٌ في رسمِ سحرٍ لقد أعياهُ وهجُ الاقترابِ
فهاجَ القلبُ مشغوفاً يُعاني و باحَ العشقُ أسرارَ التصابي
لَوَ انّ البحرَ معطوفٌ عليَّ لهامَ البحرُ في سِحرِ الهِدابِ
سَكِرتُ نشوةً أحسستُ نفسي طليقَ الروحِ موفورَ الجَنابِ
لِمنْ أشكو و نفسي في هواها أحلّتْ أسرَها دونَ الحِرابِ
مُدامُ الثغرِ معسولٌ لذيذٌ فقدتُ فوقَ إحساسي صَوابي
إلى محرابِ هذا السّحرِ عشقٌ فما أخرى أطاحتْ باللّبابِ
سعيدُ رغمَ إحساسي بضعفي أمام الحسنِ، أودى باكتئابي
خلقتُ الواقعَ المحسوسَ صيداً فصادتني على بعضِ اضطرابِ
صفاءُ اللّونِ خالٍ مِنْ عيوبٍ صفاتٌ منها زادتْ في عذابي
تحمّلتُ معاناتي بصبرٍ و قلتُ اللهُ يدري ما مُصابي
رجائي أنْ يزيدَ الوقعَ وقعاً عشقتُ الأسرَ أرضى بالجوابِ.