top of page
صورة الكاتبAdmin

علاقة الشعر بالثقافة - د.محمد أزلماط


علاقة الشعر بالثقافة توقيع الشاعر الدكتور محمد ازلماط

لكل شعر هويته، ولكل هوية الكنه والماهية، تعبر عنهما بنيات وانساق وسياقات متميزة، وتنبثق منهما مظاهر جمالية وفنية، ومنظومة القيم والبنية معرفية ورؤيوية، ومن هذه المكونات يكتسب الشعر اصالته وجديته وتطوره لكونها النواة الاستراتيجية في عملية إبداع النصوص الشعرية. فالشعر هو روح المجتمع ومكون من مكونات الثقافة، متجاوزا التأويلات ذات النزعة الطبيعية للسلوكات والاحاسيس الإنسانية. وإن كل الثقافة مؤولة في رؤيا كلها شعرا، بذلك وردا متنوعا بتنوع الثقافة، فالشعر كائن ثقافي يتحول بتحول الثقافة، ويتكيف معها ومع المجال والبيئة والمجتمع. وتشكل علاقة الشعر بالثقافة بعدا انطلوجيا ينبثق من كينونة وهوية المجتمع الذي يحتضن الإنسان في مجال جغرافي متنوع، وعن طريق فعل حركي وكتابي وتناصي ومرجعي واحالي وتهجيني وإعادة الصياغة تتشكل نصوصا شعرية ابداعية حوارية تطويعية منفتحة على مكونات الثقافة نفسها وعن التاريخ وعن الفلسفة. وفي هذا المضمار، تمكنت علاقة الشعر بالثقافة في العالم بوجه عام وفي العالم العربي خصوصا أحداث جسرا تواصلي حيا خلايا ابداعيا مع كل الثقافات الإنسانية التي تنبئ الأفكار العصبية والتيارات المنحرفة ، حيث كانت تشملها علاقة توافق والتعايش وتواصل الأفكار بالحوار المفتوح مابين قديم الشعر وحديثه، فعلاقة الشعر بالثقافة تستند إلى التضامن بين الشعوب وتعزيز التنوع والتعدد في تشكيل الشعر وخلق الاختلاف ،ومن ملامح علاقة الشعر بالثقافة هو الاختلاف والتواصل في أن واحد عن طريق مبدأ التعاون الإبداعي حيث يجيب عن الاسئلة الزمنية متى؟ والأسئلة الحالية كيف؟ والأسئلة السببية لماذا؟ وماذا؟..لكون هذه الأسئلة تحمل في النصوص الشعرية مضامين الممكن وغير الممكن، ثابت والمتحول، وعلي وغير فعلي..ومن هذا المنطلق يترتب عن الاختلاف تغير افق انتظار القارئ التخريب أو استجابة له.


٢٥ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page