صيد الغزاله
قفا في منهل العشاق حالا فقلبي قد أجابكما السؤالَ
رأيت غزالة فى النبع هامت فهمت بها وصرت لها ارتجالا
فقلت لها السلام بكل شوقٍ فقالت من؟ فقلت لها الخيالا
أنا المفتون في صيد الغوانِ جعلت الصيد يا كحلى سجالا
أصابتني سهامك قبل سهمي فيا لسهام من شرب الزلالَ
فلو تسقينِ من سقياك حتى أرى ضمائي جوار الحسن زالَ
فمهلاً يا غزيل إن قلبي أسيرٌ أطلقي عنه الحبالَ
فؤادي هام في بحرٍ عميقٍ تبلل فيه واغتسل اغتسالا
وموج العشق يجذبني إليكِ وهذا العشق أقصده حلالا
فقالت ما الضمان فقلت قلبي أماناً لا تزيديني جدالَ
رميت كنانتي وكسرت سهمي فقولي يا خيالي لي تعالى
فأنتي في أمانٍ لا تخافي محالاً أن تري سوءاً محالا
جمالك قد سبا عقلي وقلبي فسبحان الذي خلق الجمالَ
فقالت إدن مني في أمانٍ نكر معاً جنوباً والشمالَ
ونرسم حبنا ورداً وزهراً لحتى يضربوا فينا المثالَ
ويشهد حبنا بشرٌوطيرٌ ويكتحلو محبتنااكتحالا
فكم قاسيت من بعدٍ وقربٍ لحتى نلت أنسي والظلالَ
فهبي يا رياح الأنس هبي فقلبي هاج بالحب اكتمالَ
رعى الله الزمان فقد بلاني بحب فاعلاً فيا الفعالَ
فما عين المها إلا ورود يدلل حسنها قلبي دلالَ
جُعلت فدالك ما العشاق إلا مساكين إذا عشقوا ذلالَ
مليك الحسن ياسيد الغواني كفاني كم أعد لكي خصالَ
هبيني من حنانك كل يومٍ فإني لا أطيق الإحتمالَ
أراني لا أريد لكِ فراقاً دعوت الله أبتهل ابتهالا
وداعاً يا غزيل ذاب شوقي فموعدنا هنا نضع الرحالَ
بقلم الشاعر:عبدالرحمن المضلعي