- عزف منفرد - الطاهر الدويني
------------------------------ كل يوم أحاول عشرات المرات الاتصال بها وهي معتصمة بصمت رهيب ، ما أن يتراءى لها رقمي حتى تبادر إلى غلق جهازها الخلوي . لا اعرف ماالذي حدث ؟ الأرق أدمن بي، وصرت اقضي أيامي نهبا للهواجس والتصورات والتساؤلات . لماذا تعرض عني ؟ هي التي تركت عطرها وأنفاسها وأحلامها ودفئها في كل شيء في أخيرا ظفرت بعد أسبوعين بموعد معها في المقهى الذي كان ثالثنا ..جلست في ذات الركن الأثير ، في نفس المقاعد المخملية التي اختارتها يوما لجلستنا.. أقبلت بعد قليل على غير عادتها بأنف شامخ وقامة منتصبة ..جلسنا قبالة بعضنا وهي تتحاشى نظراتي ..طلبت كالعادة قدحين من القهوة الساخنة , وأنا تركت لقلبي يتحدث , وهي تقتصد في الحديث وتجر كلماتها جرا .ببطء شرعت احتسي القهوة ..أحسست بها باردة . كالثلج تهبط في جوفي .تشجعت فمددت يدي لتمسك بيدها ..كانت هي الأخرى باردة تماما كقدح القهوة