قصة قصيرة ....طفولة كان في الستين من عمره ، طويل القامة كث اللحية تعلو ظهره انحناءة خفيفة ، لم تترك له السنون سوى بضع شعرات على رأسه ، ولم يذكر أحد من جيرانه أن رآه ارتدى سوى معطفه الذي يستر به بعض الرقع في بنطاله القديم ، منظره يوحي بفقره بعكس ما هو عليه من نعيم الثروة التي جمعها في حياته جعلت منه انسانا متعجرفا فظ الأخلاق ، كما أن شقاءه في جمع الثروة جعل منه رجلاً بخيلاً إلى درجة أنه لم يتزوج خوفا ً من ن يقاسمه ثروته أحد . لم يكن ينغص عليه حياته شيء سوى كوابيس طفولته المعذبة ، حيث أن الماضي يلاحقه بكل تفاصيله وصوره عندما كان يبيع المجلات والصحف ويمسح أحذية المارّين في الطرقات حدث في أحد الأيام أنه نظف حذاء رجل فرفض هذا الأخير اعطاءه النقود وركله بقسوة ، أيقظه هذا الكابوس كالعادة فقرر أخيرا ً أن يذهب إلى طبيب نفسي كي يشفى من كوابيسه وماضيه رغم أنه سيدفع بعض النقود وهذا أمر صعب عليه جداً ، لكن حالته تستحق التضحية تمدد على السرير ، بدأ الطبيب بطرح الأسئلة وهو يجيب عليه بعنجهية الجنرالات وأصحاب الكروش المنتفخة وبعد أن درس الطبيب حالته جيداً قال له : لا بد ان تساعد الأطفال المشردين وتشغل نفسك بعمل خير يملأ عليك حياتك وتتبرع بجزء من ثروتك لدور الايتام لعل ذلك يساعدك في التخلص من الكوابيس وتستطيع النوم انتفض كالبركان ونهض عن سريره ارتدى سترته وخرج من عيادة الطبيب وهو يشتم ويلعن وعندما وصل إلى الشارع اقترب منه طفل وقال له : " بويا بويا " !!!!!!!!!!!!هل تريد أن انظف لك حذاءك سيدي ؟؟؟؟؟
محمد فاخر دحو