"شطيرة و عصير"
تنظر شطيرة الخبز إلى العصير و يتكلمان بالعيون استغرابا في الحال غير المألوف الذي عهداه كل صباح، الشهوة و اللهفة لهما تبدو خمولة، خمولة جدا، لم تقترب إليهما و لم تتغزل فيهما كأفضل فطور لسنوات، هل سئمت مذاقنا؟ هل وجدت بديلا عنا؟ أسئلة و حيرة تعم حوارهما، أحس العصير بشيئ غريب يغمره و يفقده هويته و طبيعته، بعد ثوان أدرك أن مرارة ما قد حلت به... الشطيرة تحاول مواساته و البحث عن مصدر المعضلة التي حلت به، لكن الأخرى ما فتئت تسترسل دعمها حتى وجدت نفسها الضحية الثانية، زاد قلقهما حتى فاحت رائحة الغضب و التوثر منهما، فأدركا أنه صباح غريب يستدعي التحري عن أسباب هذا المتغيرالمثير للانزعاج، تطفل صوت غريب إلى حيرتهما يتأجج، نظرت الشطيرة إلى الأعلى، فإذا هي دمعة عجوز هلكها الظهر بين رموش الحزن، رأيت الحزن يختفي وراء ستائر الفرح، يتعايش و يقاوم حتى يتجنب ظفرة الاستسلام، يرسم الملامح مبتهجة في صمت قتلته الوحدة، لا الشعور يحس به و لا الأيام تحن على صبره، لكنه ظل صامدا و اليوم...توقفت الدمعة عن الكلام و الاثنين قد استلب الفضول مسامعهما، طلب العصير أن تكمل حديثها، أكملي حديثك ما الذي يحدث اليوم؟ واصلت قائلة: تفجر بركان الغصة فسالت شظايا السنين هما و كربا، فباتت المحفزات و المصبرات عاجزة عن صد الانهيار. أمسك العصير يد الشطيرة و قال لها : حان وقت الرحيل فلن نمر من الحلق بعد الحين.
رانيا اقلعي