المُهَرِج
عادل قاسم
هكذا لامنفذَ آخرَ، اقفُ على ضِفتينِ من حرائق، في إنتظارِ الذي لا يأتي ،كجُرذٍ كسيحٍ بعدَ انْ أصْبحَ اليقينُ حِبراً على صفحةِ الجُرح ،ْ المتاهةُ تَتسعُ كلما أَلقيتُ حَرفاً في بُركة الورقةِ الملحيةِ الجرداء، -قلتُ له ،اين ماوعدتني بالذي لاحزنَ في لواحبهِ ،ضحكَ المهرجُ الذي ربما هو انا أوانتَ، لامخرجَ من هذا السَيرك ذو الوجوهُ الرَمادية،ِ تطيرُ اللقالقُ بخطٍ عَقيم ، في الفضاءِ المُلَبدُ بالهموم، باجنحةٍ بيضاءَ في صحراءٍ من القَلق، يرتابُ بالنجوم ،لم يصدقْ إنَّ لها أزقةً،وحجوماً كبيرة، لكنه حينَ تيقْنَّ من حَدْسهِ ،رأها تدورُ في مَجَرَّته،ِ كان إرجوانياً ناصعاً وحذراً، حينما اكتشفَ الرعاعُْ موسيقاه،تغيرَ لونه اصبحَ فاحِماً ، يرتدي ثياباً من رصاص، في أقاصي الخيالِ من الجُنوب يصدحُ البرديٌ بناياتهِ العَذِبة، الملائكةُ تباركُ الوجوهَ المُتَغضِنةَ الطريةَ، الأيادي المُحنَّاةَ ،الخلاخيلَ في أرجلِ المشاحيف* ِ المُضيئة، ترقصُ على ضفافِ الهور ،تَتنفَسُ رائحةَ الطابق* ، والسياح* حلَّ وجهُ المساءِ المُندَّى بقطراتِ الفُضة،الصيادون أرهقهم العَناءُ اللذيذ،كانت فالاتهم* أعنةً لنجومِ المساءِ الضاحكة ،يترجلونَ لمنتجعاتِهم العامرة بالصَلاةِ والنذور،يَتقربونَ بِفطرةِ الوجودِ ،لتُهْمي السماءُ بالعَسلِ والمطر
------------------------
الهوامش *المشاحيف القوارب *الطابق( الطابك) دقيق الرز الذي تُصَنَّع منه خبز الرز بالشي * السياح،خبز مُصنع من دقيق الرز لكنها اقل سُمكاً من الطابك الذي يختص بصنعمها اهل الجنوب حَسْراً *فالاتهم مفردها فالة وهي آلة لصيد السمك يستخدمها اهل الاهوار في الجنوبً