....لا ينفع العقار طلب منها أن تحدثه عن نفسها. قالت له أن سبب ضياعها وبؤسها.الفقر,والجوع,والعوز والحاجة,انتم أيها الأثرياء,تطمعون بلحومنا الرخيصة. تحبون التمتع بالجيف, وتتركون أحضان زوجاتكم الدافئة, هذه ليلة اقضيها معك, والبارح كنت مع غيرك, وليلة الغد مع آخر.
كان يستمع بإنصات, وهي تجلس أمامه, ينظر إليها من طرف خفي.قامت ..صبت لنفسها كأسا وتجرعته دون ثلج,نظرت إليه وهي تتعرى. أمرك عجيب, آن لهذا الليل أن يقذف أولى خيوط الفجر,لم تمس جسدي,أو تنظر نحوي,قبضت ألثمن مقدماً وزيادة, ولم تأخذ مقابل ما دفعت ثمنه,ليكن بعلمك الاسترجاع ممنوع.ضحكت. لكنكم انتم أصحاب العقد الخامس من العمر, تنعدم الرغبة عندكم. قال لها: اسمعيني ألان يا بنيتي.يؤلمني ما أنتِ فيه, من حياة غير كريمه. أنا أعيش وحيداً. زوجتي, ورفقاء دربي قد اختارهم الموت, انه كلاعب شطرنج يختار بعناية. عندما يهرب النوم من جفوني, أبحث عمّن يسلي وحدتي. قرأت كل هذه الكتب التي ترين لكنها لا تغني, أنها أرواح دون أجساد. اخترعت أن اعمل قرعه, واكتب فيها مع من امضي ليلتي, من وقتها لم اسهر وحيداً.رميت ألقرعه لهذه الليلة, فكان مكتوب فيها مع بنت ليل.فخرجت ابحث, فكنتِ أنتِ.لكن بعد إن سمعت قصتك, سوف اعقد معك اتفاقا, بشروطي.وهي أن تتنكري للماضي, وترحلي لمدينة أخرى لا يعرفك احد, تعيشين بشرف, بعيدا عن الرذيلة والخنا.ولكِ مصروف شهري يغطي احتياجاتك,ومن يقوم على خدمتك. قامت ووجهها يتهلل فرحا, والدموع تتقاطر,اتفقنا سيدي. بعد مضي شهرين. احضر الخادم لسيده رسالة, وكانت موقعه بالأحرف الأولى من اسمها. فتح الرسالة فإذا مكتوب بها. سيدي. اسمح لي أن أناديك هكذا بسيدي, ولا يشرفك أناديك بوالدي. فانا لا استحق أن أكون ابنتك.اعلم إن الطهارة والشرف الذي أعيشه,ليس عالمي ولا انتسب أو انتمي له. لقد اشتقت للأحضان, والأنفاس والقبل. انك ملاك كريم. ولا يحق للشيطان أن يكون بقربك, لكي لا يدنسك,. إن عالمك سيدي ملائكي,والعالم الذي انتسب إليه,عالم الجحيم.