رسالة من أبو الطيب المتنبي
جيُوبُ الشّعْر ضجّت بالمَعَانِي يتُوهُ الطّيْر في بَحْرِ الأمَانِي
يضِيعُ الحرْف في مٌوجٍ غَزِيرٍ تَلَاطم في متاهات الزّمَانِ
مداد البَحْر لايكْفِي قَصِيْدي فَبَحْرِي هَائجٌ في كُلّ آنِ
أنا من سادةِ الأشعار قومي و أنسابي صواريم السّمانِ
تفاخر كُلّ قومٍ عند قومٍ وفخري ذلك السّيْف اليماني
حسامي في يميني كُلّ حينٍ ومن منّا بلا سيفٍ يماني
تعالي ياقوافي الشّعر أنّي أراكِ مثلما سهِل اليماني
وجودي من قطوفٍ يانعاتٍ وأسْقينا رحيقا في الأواني
لكي نسقى بلا أقداح خمرِ وننْعمُ في الحضارةِ لو ثواني
ونسقي من سلافتها شعورا و نجعلها أساطير الحنانِ
تسائلني حروفي أيُّ بحرٌ تُرِيْدُ الغُوص يا سرُّ البِيَانِ
أبحْرُ الشُّوق ترْغب أن تجاري صواريه التي فيها الأماني
أبحرُ المَجْد تَرْقَى ياصديقي جبالٌ فيه أعّلتْ كلّ شانِ
فقلْتُ إليكِ عنّي ياحروفي فأنّي من عصورٍ لا أراني
أنا من عصرِ كلثومٌ وبكرٌ حصاني لايبارحُ ذا المكانِ
فخيلي في مرابطها تلاوي أعنّتُهَا و تستجدي حصاني
فلا بحرٌ ألاقي فيه سفني و لا خيلٍ تُدَاعَبُ بالعنانِ
مطلق المرزوقي