امرأة ليست ككل النساء...............بقلم سونيا بوقديدة فكري مشوش و الصور تتراقص أمام عيني و الاسئلة تخامر ذهني و تقلقني و تروح بي و تجيء الى عوالم لا أعرفها... كيف لي ان أنصهر في حب رجل لا يتقن صنعة غير الكلام و صناعته ؟ لم أعد أطيق الحياة الا به و معه...حتى ملامحي صارت تشبهه...لقد أصبح جزءا مني و كأن لا نهاية له بداخلي..عيناي تحمل بريقه..كلماتي لحنه و صوتي يحمل نبراته حتى بسمتي صارت كبسمته.انه عمري و العمر لا يأتي الا مرة واحدة بالحياة... صفر ابريق الماء معلنا عن انتهاء الوقت فكانت الصافرة التي جعلتني أفيق من أحاديثي التي بدأت تطول مع نفسي أخيرا. أخذت المنديل و رفعت الابريق من على الموقد.سكبت الماء في كأس خزفي فيه ملعقة نسكافيه و ملعقتي سكر،حركته و وضعته على الطبق الى جانب كأسها بالشاي... لقد أصبح شرودها أخيرا ملحوظا و المشكلة أنها لا تفكر الا فيه...كانت هذه الحالة تعتريها عندما يكون غائبا عن البيت لكن صارت أكثر وهو أمام عينيها و بجانبها... آآآآآآآآآآآآآه كم تعشق هذا الرجل... حملت الطبق و اتجهت الى المكتب لتجلس معه جلستها المسائية قبل أن تخلد الى النوم بعد يوم شاق في أعمال البيت. دلفت بهدوء على أطراف أصابعها حتى لا يصدر الباب صوت أ.يزه المعتاد و الذي يقلقه أحيانا عندما يكون في وحدته الليلية.وضعت له قهوته قريبة منه عالطاولة و آتخذت لها مقعدا مقابلا له لتترشف كأس شايها الذي تعودته قبل النوم وهي تراقبه. انه منكب على حاسوبه يكتب باصبع واحد و لا تفارق السيجارة يده الأخرى حاولت أن لا تبدي اهتماما بانصرافه عنها ليمارس طقسه...فالكتابة عنده هم و متنفس و عندما يكون في حالة الهام لا يريد لأحد أن يلهيه عن طقسه المقدس. لصوت نقراته على الكيبورد وقع موسيقى سمفونية يرقص على وقعها قلبها الذي يحبه...لا يتوقف الا ليترشف من فنان قهوته أو ليعدل من وضع نظارته أو ليهرش شعره أو ليشعل سيجارة بعد أن يكون قد أطفأ الأخرى... هذه الصورة تراها كل ليلة و لكن لم تملها و كانها تراها لأول مرة...انه في أوج هدوئه الذي تعشق حتى انها قد تمكث بالساعات الى أن يغالبها النعاس فيطلب منها أن تذهب الى فراشها و قد يلحق بها عندما ينتهي من كتاباته... وأحيانا أخرى كانت تتجه اليه بهدوء و تمسك بكتفيه رامية رأسها على مقربة من عنقه لتسترق النظر الى ما ترسم أنامله و تخط وهي تدعك له فيهما بحنانها الذي اعتاده.لم يكن يلقي اليها بالا أو يلتفت لأول الأمر حتى أنها كانت تظن أنه لايحس بوجودها أو يتجاهلها...تصر على أسنانها وهي تحاول كتم غيضها منتقلة بأصابعها الى ما وراء أذنيه لتمسيدهما بحركتها المعتادة التي تنبهه فيها الى وجودها...عندها فقط يرنو اليها بحنو غريب جاذبا اياها ليجلسها غلى حجره ممهرا اياها بالقبلات..... يااااااااااه كيف لهذه المرأة أن تخرجه من محرابه و من ممارسة أجمل طقوسه بدون أن يغضب منها أو أن يصرخ فيها ناهرا كما كان يفعل مع نسائه الأخريات... تعالي يا قمري...تعرفين أن البنت الشقية التي بداخلك لا أستطيع مقاومتها أبدا....أيتها السهتانة.... تسرع حينها الى نزع السيجارة الميريت من يده و ترمي بها الى المطفأة بدون أن يبدي أي تذمر وهو يداعب خصلات شعرها المتطايرة على وجهه...و ليبدأ طقسا أخر من طقوس ليله وهو عشقه لهذه المرأة التي قلبت كيانه و عاداته و دخلت حياته في وقت ظن فيه أن لا امرأة أخرى قد تدخلها........ يتبع