الجريمة تعليلآ لما قبلها .. بقلم / سعيد الشربينى .. فى .. 4 / 8 / 2016 ....................................................... يقول ( على ) رضى الله عنه .. لو كان( الفقر رجلآ لقتلته ).. ليذهب بنا الى قسوة ومرارة ( الفقر ) وما ينتج عنه ويترتب عليه . فالجريمة نتيجة لذلك حيث أن الحاجة والحرمان يمكن لهما أن يأ خذا بالانسان الى ارتكاب الجريمة . ليس بدافع كونه ( مجرم ) بل من أجل اشباع حاجته وارضاء لظروف المجتمع التى تجبره على ذلك. والغريب فى الأمر والذى لم يلفت انظار الحكام والحكومات منذ عهد الثلاثينيات بأن أكثر من يرتكبون الجرائم هم شباب فى عمر الظهور لاتتجاوز اعمارهم 18 -19 عام او يزيد قليلآ وعندما تبحث فى سجلات السجون المصرية ستجد أن نسبة 50 % سجن بسبب خطف موبايل و30 % بسبب سجارة بانجو او حشيش او نصف برشامة و20 % بسبب سرقة من أجل الوجود وأشباع الرغبات. وبالبحث فى الأسباب والدوافع تجد أن الكثير من الحكام والحكومات منذ العهد السابق حتى اليوم يرددون جملة واحدة هى ( نحن نعمل ونبنى من أجل أبنائنا ...) !! هذه الجملة الخبيثة التى ضاع ضحيتها جيلآ خلفه جيلآ منذ عهد (ناصر) حتى اليوم .ولن يرى جيلآ واحدآ منهم مجرد خيوط الأمل ولن تصدق فيه الحكام والحكومات يومآ . ويرجع السبب فى ذلك الى سياسة الأفقار التى تتبعها الحكام والتى ينتج عنها ارتكاب الجرائم نتيجة الحاجة والحرمان .وبهذه الطريقة الخبيثة يتخلصون من جيل خلفه جيل دون مشقة أو عناء حيث القانون الخاص بهم دون غيرهم من علية القوم أو كما أطلقنا عليهم من قبل وفى مقالنا السابق ( اللصوص الشرعيين ). فالسجن بمعناه الحقيقى هو مسكن وملجأ الفقراء من أبناء هذا الوطن الا القليل مما رحم ربى فهذه الجملة الخبيثة تحولت الى سيف ظالم بتار لرقاب الفقراء الذين ترتفع أصواتهم وصرخاتهم مطالبة بالعدل والمساواة فلا تجد غير اذان صماء وقلوب كالحجارة او اشد قسوة والتى تؤدى بهم فى نهاية الأمر الى طريق الجريمة .التى هى تعليلآ لما قبلها . فعندما كنت صغيرآ وأسمع هذه الجملة من الرئيس ومن بين مفردات خطابه كنت لاأعى معناها ولكن كنت اترقبها فى الجيل الذى يتحدث عنه وأختصه بأنه يعمل من أجله . فعنما كبرت وأصبحت صبيآ ثم شابآ يعى ويدرك كل ما حوله . تلفت حولى لأرى هذا الجيل الذى قد تحدث عنه ( الرئيس .كذا..) وماذا حدث عليه من تغير وأخذت أبحث عن ( س-ص ..) من خيرة شباب الوطن علميآ وثقافيآ وأخلاقيآ ولكن كانوا من الفقراء . فلا جواب غير أنهما وجيلهما خلف جدران السجون .ويقال .هذا فعل .. وهذا فعل ..فضاع حلم الطبيب والمهندس والضابط والمعلم والصانع الذين كانوا يمكن أن يستفيد بهم الوطن كمواطنين مصريين أسوياء . ولكن هذه الجملة كانت العسل الذى يضع فيه الحكام والحكومات السم للشعوب الفقيرة . ونحن الأن على أعتاب عهد جديد لانحتاج فيه الى أن نردد نفس الجمل الخبيثة التى راح ضحيتها أجيال كثيرة من شباب مصر بل نحتاج الى اعادة صياغة قانون السرقة والأخذ فى الأعتبار الدوافع التى تؤدى الى ذلك . بل ويتم تبديل العقوبة من السجن الى التقويم والعمل واعادة تأهيل المواطن وبعثه فى المجتمع من جديد حفاظآ على كونه كمواطن مصرى له ما لكم وعليه ما عليكم . وكفانا فى ذلك أن نردد جملة ضاقت بها صدور الشعب لأنها أصبحت عنوانآ للكذب ولا محل لها من الأعراب ..ولو كانت غير كذلك لتحقق ولوفى جيل واحد منذ (ناصر ) حتى الأن. بل كفانا ايضآ كذبآ بأن نردد ونطلق التصريحات النارية كل يوم وليله بأننا اكتشفنا بئرآ هنا وكنزآ هناك .لدرجة أن المواطن الفقير قد أصابه الهوس وأصبح يلملم فى ملابسه ليصنع منها اجوله لجمع المال والخير والوهمى ...دعونا نترك الماضى بحلوه ومره بظلمه وقهره لنبدأ من جديد . وكما يقال فى المثل الشعبى ( احيينى النهارده وموتنى بكرة ..وبلاش ضحك على الدؤون ..) الوطن المصرى حق لكل المصريين لايقتصر على فئات بعينها خارج القانون والدستور يفعلون ما يشاءون ..ويجنى من ورائهم الفقراء خبائث أعمالهم. أنظروا خلف جدران السجون وأبحثوا حقآ فى ملفات السجناء ستجدون أن أغلبهم ضحية الفقر والحاجة والحرمان ..لأن المواطن المصرى الذى كرمه الله ورسوله ليس بفطرته ميال الى الجريمة .ولكن يدفعه ظلم الحكام والحكومات الى ذلك ولذلك حذرنا الأمام ( على ) رضى الله عنه من الفقر .حتى يستقيم المجتمع ويسوده الحب والسكينة . ( حمى الله مصر وشعبها وزعيمها من كل سوء )