أبطال الرواية . أغلقت المسودة.بعد إن أنهيت التصور العام للرواية, وشخوصها, كانت الساعة المعلقة على الحائط أمامي, تعلن بدقاتها الرتيبة, عن منتصف الليل, تسلل إلى انفي, رائحة عطر, قادمة من غرفة النوم. النساء. يعرفن نقاط ضعف الرجال, فلكل رجل نقاط ضعف, تعرفها المرأة, على عجل أخذت ألرشفه الأخيرة, من فنجان القهوة, وأطفأت مصباح المكتب, وذهبت أجيب نداء الرومانسية. من الغد. عُدت للرواية, لكي اعمل على كتابتها بشكلها النهائي, لعرضها على الناشر. فكانت ألمفاجئه, والصدمة. فقد كانت الرواية تعج بالفوضى, والدمار, والدماء, والأشلاء الممزقة. كثير من أبطال قصتي, في حاله من الخوف, والترقب. والبعض منهم في سجون مظلمة, وزنازين لا تعيش فيها الحشرات, وقد كبلوا بالحديد والنار. وكان الفقر, والجوع ,والجهل, يخيم على كثير من شخوص الرواية , والمرض يفتك بهم, وهناك فئة, من شخوص الرواية في نعيم,وبحبوحة من العيش, وبطون متخمة, وقصور, وارصده. نظرت في الأبطال, والشخوص. متحير, ماذا حل بروايتي, المسالمة وأبطالها. فكان منهم من نصب نفسه دور الحاكم المقدس, الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, ومنهم من يرغب بدور العبد, الخانع الذليل, ويرفض الكرامة, والحرية, ويرى,عزته وراحته. بعزة سيده وراحته. البعض الأخر منهم, كان يريد أن يؤدي دور جيش وعسكر الحاكم, وهوا الذي قام بقتل كثير من شخوص الرواية. وسجن المعارض للحاكم, لكي ينعم حاكمهم بالراحة, والطمأنينة, ويستتب حكمه. سألت من نصب نفسه حاكم؟ فقلت له, إني طلبت منكم, أن تنتخبوا رئيس لكم ومجلس للشورى. تتشاورن فيه. فقال. هؤلاء شعب, لا يفهم معنى الشورى, والانتخابات, أنهم شعب رعاع. هنا توجهت بسؤال. من كان دورهم دور العلماء. في روايتي, لماذا انتم ساكتين!! عن هذا الفعل, ولم ترفضوه, فتنحنح احدهم, ببطنه المنفوخ, ولحيته التي تصل سره. فقال بصوت, يشبه الطبل, سكوتنا, هو مخافة الفتنة, و, وجوب طاعة ولي الأمر. وان لا يعصى وانه هو, المعصوم المقدس, والخروج عليه, بقول, أو رأي, كفر بالله ,ونبيه. فقلت لهم. وأي فتنة هذه, اشد مما حل بهؤلاء. آ من اجل, رجل واحد, يموت الشعب كله. وتقولون مخافة فتنه تحل بنا. نظرات في أحول هؤلاء العلماء, المقربين من الحاكم, بالرواية, فكانت أحوالهم المادية عظيمة, لهم ارصده في البنوك, ويسكنون قصور فارهة, وأبناؤهم, يتعلمون, في خارج الوطن على حساب وطنهم, ويتعالجون في أرقى مستشفيات العالم, ويركبون أفخم السيارات. وهم يحثون الناس على الزهد. بحثت عن من كان دورهم علماء في العلوم الكونية, والأطباء, والمهندسين, والمفكرين, فكان منهم من هو بالسجون, ومنهم من هرب, مخافة التعذيب, إذا اكتشفوا عبقريته, وغزارة علمه, ليقدم ثمرة علمه وجهده لغير وطنه. بحثت في حال البقية من الشعب. فكان الفساد, مستشري بينهم, وهناك محلات تباع فيها الضمائر, والشرف, لمن زهد بضميره وشرفه, واصبح ضميره عبئاً عليه. الخيانة. استوطنت البيوت, والتهتك والرذيلة, قدموها على الفضيلة, تميع شبابهم, واسترجلت نسائهم. سألت من هم في السجن. لماذا انتم هنا؟ ولستم في الخارج؟ قالوا, نحن أتينا, نبدي رأينا, ونوضح وجهة نظرنا, لتحسين الحياة, والمطالبة بالكرامة, والعزة, فوضعونا بالسجن, وتحت التعذيب. والتقيت بعض من كانوا في السجن. لماذا انتم هنا. قالوا الحاكم, مع قضاته, ضيق علينا لقمة العيش. سرقنا رغيف خبز فوضعونا بالسجن. أخذت الرواية. وذهبت للناشر, بعد ذلك بأيام, تلقيت اتصال منه, يفيدني بقوله, الرواية غير صالحة للنشر, حسب توجيه ولي الأمر.