حصيلة حلم
بدأ حلمه يشيخ , أحس أنه انبطح على الأرض منعدم الوزن , أخذ بفقدان الوعي , ذراعاه وساقاه فقدت استقلاليتها ببطء كما لو أن الجسد كله فقده في وقت واحد . هذه الساعات التي يبدأ بها متجذرة بذلك الحلم الأبدي المحدد بهدوء يحاط كل يوم بخفة موته , في عالمه المتغلغل في جذوره عالم آخر أكثر عمقاً . حين يسمع في الجانب الآخر من عالمه نداءها , تتلاشى حواسه وتفرقه في مفهوم آخر للحياة إنه صوتها وروائحه البنفسجية . بهدوء وهو محاط بتلك السكينة يفتح باب بيته في ذلك الوقت السهل دون موعد سابق ، دون جاذبية تحدد زمنه ، الزمن الذي يمضي عليه على تلك الحال بين نظراته يتذكر انها هناك في ذلك الوقت عندما تفتح الباب ذلك الباب المرهون بنظراته لها . ينظر لها كما لو أن عينيه توقفتا عن النظر والطريق خلا من المارة وها هو على حافة السكون . مرّة أخرى كما حدث من قبل في اليوم ذاته , يرى أن كل شيء يسهم في عودته والنظر إليها ولكنه غير قادر أن يدرك ما السبب ؟ فيما هو عليه صار قلبه قبضة في يده لم يكُ في مقدوره العودة الى العالم الواقعي كان يسترق النظر حين دعته زوجته ذات يوم قائلة : أني أُدرك ذلك الآن – حين كنت أظن أنك تنام نوماً هانئاً , دون أفكار وما أنت عليه ولكن راح التفكير يسكنه بالكامل ويشكل الوقت الحاسم لساعاته في النهار ومأساته في الليل بعد أن تركته وأولاده بين جدران ذلك البيت وأمام ذلك الباب . إذ لم يظن ان تصرفه سيكون قويا الى هذا الحد . كانت نظراتها تندسعبر فضاء واسع من امرأة مسخية الى العالم لاتحس بشعوره ولا تبالي له . ذات يوم سمع وقع أصوات في الخارج , فتح الباب لم ير ان جسده تام ، انه جسد يشعر بالخوف كأنه جسد اخر يستقر بنظراته ويرى ماذا امام الباب ، هذه الصورة الغامضة وهو يردد: أين هي ؟ بابهم مغلق الشارع انتزع منه الهدوء وقد راوده يقين أنهم رحلوا ولم يجد تفسيرا لهذا الحال ظل الصباح يرتعش في رأسه في العزلة التي هو بها حتى سمع من أحدهم كيف خلافها مع زوجها بدأ يكبر بقوة أكبر مما هو عليه وان هذه الساعة قطعت حبله فجأة هذا جعله يفكر في احتمال انجذابها اليه الى الحلم الذي ينقله الى عالمها الثاني ولكن من يمكنه تأكيد ذلك ؟ اليس ممكنا ! ذهبت الى حياة رجل أخر فكر في ان هذا هو الاكثر احتمالا واستسلم لأنظار مجيئها لم يعد يقلقه شيء بعد ذلك إذ سمع صوتها في الخارج دون ان يفاجأ هذه المرة وقد خيل له ذلك الصوت , حين ذلك شعر ان الصباح افضل والحياة اكثر أتساعا مستسلما لذلك الحلم الذي لايشيخ
.