أرسطو طاليــس ولد أرسطو طاليس في اليونان بمدينة "استجيرا بمقدونيا " وقد كان والده يعمل طبيباً في مقدونيا وتتلمذ على يد "أفلاطون " في أثينا عاصمة الحضارة التي أنجبت أفذاذ العالم في التاريخ والأدب على مر العصور الأوربية . وبعد أن حوى من العلم قدرة طلب منه الملك " فيليب " ملك مقــدونيا أن يعلـم ابنـه الإسكندر الأكبر ومكث لدى الملك ثم ما لبث أن عاد إلى أثينا وأوجد مدرسته الخالصة المعروفة باسم مدرسة " المشائين " وحاضر فيها علوما مختلفة في الطب والسياسة وعلم الحيوان وعلم الجمال والميتافيزقا والمنطق والشعــر . يعتبر في زماننا هذا ظاهرة من الظواهر وباقعة من البواقع أو قل مجموعة علماء في شخص واحد وهذا ما كان عليه علماء المسلمــين بعد ذلك إذ كان الـواحـد منهم أمـــة في الفلك والطب والحيوان والحديث والقرآن والشعر والبصريات ابن الهيثم ابن سيناء ابن الخطيب والقائمة تطول بالقمم التي استولى الغرب على نتاجهم الأدبي والعلمي . وتعتبر أرسطو أول ناقد عرفه التأريخ في مؤلف مكتوب كتابه " في الشعــر" والفضل يعود لله ثم إلى العرب في تصحيح هذا الكتاب وترجمته من اليونانية إلى العربية فـــي مرحلة مبكرة قبل الصحوة الأوربية ،والتي لم تستفيق لأهمية الكتاب "في الشعر " إلا في أواخر القرن الخامس عشر فأصدرته في عدة ترجمات واستمــل ترجمته بعد أن قام المبشر والمستشرق " مرجليوث " بنشر الترجمات العربية للكتاب ومنها ترجمة العالم الطبيب " ابن سينا " ثم قامت بعد ذلك أكاديمية العلوم في " فينا " بترجمــة لمــؤلفات أرسطو طاليس المنشورة بالعربية . وممن ترجم كتاب أرسطو إلى جانب ابن سينا " ابن رشد" والمعلم الثاني " الفارابي" وكتاب أرسطو في الشعر أفضل مفتاح لمعرفة ثقافة وأهداف الإغريق في الفن الجميل ولأرسطو كتاب آخر هو " الطبيعة " وفيه تحدث عن المحاكاة في الفن حيث قال : "إن الفن يكمل الطبيعة حين تنتهي عند حد معين فهناك الحصان ، ولكن يصنع الإنسان السرج لذلك الحصان " وقد عمم وأضفى هذه النظرية على مختلف الفنون الجميلة مثل الرقص والموسيقى والشعر والرسم وغيرها التي اعتبرها كلها من فنون المحاكاة . وله العذر إذا لم ينمو إلى معرفته أن أحد أبني آدم عليه السلام قد تعلم من الغراب قد فعل وله كتاب في السياسة ويقول في كتاب في الشعر : " إن الشعر أكثر فلسفـة وأكــــثر جديـة من التأريخ لأنه يتعامل مع الكون بينما التأريخ يتعامل مع الأحداث ،والشعــــر لا يهتم بماذا حدث ؟ لكن بماذا يمكن أن يحدث ؟ وأنه يفضل المستحيل المتوقع على الممكن غير المتوقع" وتبقى هذه وجهة نظر فلسفية ليس على إطلاقها إذ في كثير من الأحــــداث تجد الشعـــر هو الراصد لها في حين وقوعها بينما التأريخ سوف يتكأ على الشعر لرواية تلك الأحـداث بشكل أكثر تفصيلاً والشعر نفسه بعد لأي من الزمن يصبح مرجعا تاريخياً . وقد أهتم أرسطو طاليس بالشعر المسرحي لهذا أخذ في علاج المأساة والملهاة في المسرح بشيء من الإفاضة ، وأوضح ماذا يجب أن يكون عليه فن المسرح المأساوي وفن المسرح حين تكون الملهاة موضوعه . وقال : في عند دفاعه عن الأدب إن الشعر التراجيدي يطهر النفس من الأدران أو يطهر العواطف ، علماً إن نظرية التطهير هي لأستاذه أفلاطون ،وقد ذكر ارسطو التطهير أيضاً في كتاب السياسة في القسم الخاص بالموسيقى وقد أشار أنه عالجه بتوسع في كتاب الشعر والتطهير يقوم على أساس إثارة العواطف لتطهيرها أمام النفس . وقد انتقد أفلاطون كتاب الشعر في كتابه الجمهورية لأنه كان يريد في مدينة الأحلام جمهورية خالية من العواطف الأحاسيس ، بل كان يريد العقل لهذا سقطت جمهورية أفلاطون العقلية واستمرت دولة الشعـر بكل عواطفها وأحاسيسها في أنحاء المعمورة . وذهب ارسطو إلى تفضيل المعقول المستحيل على اللامعقول الممكن ، لهذا فضل ( هومر ) صاحب الإلياذة والأوديسة ومجده . وكان أرسطو قد حدد عناصر الفن الأساسية وهي وحدته ، وجمال عموميته ،ونوازعه الأخلاقيه ولكن لماذا حاول ارسطو التفريق بين النظم والشعر ؟ حيث قال : لأنهم يستخدمون العروض فهل النظم من الشعر أم من النثر ؟ بلا شك أنهم من وسائل التواصل بين الناس لكتابة العهود والمواثيق ونقل ما وصلت إليه الحضارات السابقة
الأديب الشاعر / يزيد بن رزيق