خـــيـولــنـا - حسن منصور
- Admin
- 1 أغسطس 2016
- 2 دقيقة قراءة

خـــيـولــنـا الشاعر حسن منصور مَــنْ يَقرعُ اليوْمَ لِحَربٍ جَرَسا **** مَنْ يُسْرِجُ اليومَ لِـثأرٍ فَــرَسا؟! لـمْ نَــرَ في بلادِنا أصــــــائِلاً **** ولا مِنَ الفُرْسانِ شَهْماً أقْعَـسا خُــيـولُنا خَــصِــيَّةٌ ذَلـــــيلةٌ **** تكْتُمُ ضَبْحَــهـا وِتَخْشى النَّفَـسا خـــيولُنا مَرْبــوطةٌ جـــميعُها **** لِلسِّرْكِ، لِلسِّباقِ صُبْحاً وَمَــسا خُــيولُــنا في فَــنِّهـا بارِعَــةٌ **** نَشْهَدُها بِالرَّقْصِ تُحْيي العُرُسا خُـــيولـنا طَعــامُهـــا لــوْزٌ وَسُــــكَّـرٌ، وَبَـيْـتُها قُـصورُ الـرُّؤَسـا شرابُهــا مــاءُ الــوُرودِ والـنَّـبــيــــذُ أتْـرَعـوا دِنـانَـهُ وَالأَكْـؤُسـا عِـزٌّ وَمَجْـدٌ زائِفٌ يَزْهـو بِهِ **** أهْـلُ الغِــنى وَهُــمْ عَـبـيدٌ بُؤَسا خُــيولُنا سَـمينَةٌ ظُهـــورُها **** ليْسَتْ سِوى وَسائِدٍ تَحْتَ النِّسا فــوارِسٌ أكْــفالُهـا طَــرِيَّةٌ **** عَــلى مُــتونٍ لا تَضُرُّ النَّرْجِسا كُلُّ حِصانٍ فـوْقَهُ رُعْـبوبَةٌ **** قَـد بَرَكَتْ فَــمـا اشْتَكى أوْ نَبَسا وكيْفَ لِلْخَصِيِّ أنْ يقولَ لا **** وَهَــلْ تَرى الذَّليلَ يَوْماً شَمَسا؟! ***** أيْنَ الأَصاِئلُ التي كانَتْ لَنا **** عُـنْوانَ مَجْــدٍ وَشُمــوخٍ قَـدْ رَسا خُــيولُنا كانَتْ فُحـولاً دائِماً ****وَما ارْتَضَتْ قَيْداً لَهــا أوْ مَرَسا خُــيولُنا كانَتْ تَشُقُّ دَرْبَهـا ****مـا كَلَّ مِــنْها سائِرٌ أوْ عَــرَّســا خُــيولُنا مَمْشوقَــةٌ ضَوامِرٌ **** ما عـاقَهــا كَيْدُ العِدى مَهْما قَسا كالسَّهْمِ لا يَحيدُ عَنْ وُجْهَتِهِ **** وَلا تَــراهُ في المَــسيرِ ارْتَكَـسا أمامَهـا لا يَثْـبُتُ الوَغْدُ وَلَوْ **** بِالــنّارِ وَالحَــديـدِ قـــدْ تَـتـَرَّسا فُـرْسانُها مِنَ الّذينَ أدْرَكوا ****مَقْــصِدَهُــمْ وَلمْ يَكُــنْ مُلْتَـبِسا فَــأبْدَعوا حَـضارَةً شامِخَةً ****وَعَـرَّبـوا وَأصَّلــوا المُـقـْتَـبَـسا فُــرْسانُها كأنَّهُمْ جِــنٌّ عَلا **** مُتونَها، فَما انْثَــنى أوْ أوْجَـــسا والنَّصْرُ مَعْقودٌ عَلى هاماتِها ****إِنْ حَـمْحَمَتْ يَوْماً وَأوْرَتْ قَبَسا في مَشْرِقِ الأرْضِ وَفي مَغْرِبِها **** صَهيلُها، وَلمْ يَزَلْ مُنْبَجِــسا تُرَدّدُ الجِـبالُ وَالقــيعـــــانُ أُنْــــــــشــــودَتَهُ، بِرَنَّةٍ فيهــا الأَسى فَتوقِظُ الأَسى الذي ما انْفَكَّ عَنْ **** قُـلوبِنا، بَلْ عَــضَّها وضَرَّسـا في زَمَنٍ لمْ يَـبْـقَ فيهِ فـارِسٌ **** وَالخَــيْرُ فــيهِ وَالجَمالُ انْتَكَسا وَلمْ يَعُــدْ لـِلحَــقِّ مِـــنّا ناصِرٌ ****ألمْ تَرَوْا كيفَ أَضَعْنا القُدُسا؟! صُهْيونُ في تَهْويدِها مُجْــتَهِدٌ **** وَالقَوْمُ حَــوْلَها أَجادوا الخَرَسا وَما الرُّجــولَةُ الّتي كانَتْ بِنا**** إِلا كَمـا نَذْكُــرُ قَــبْـراً دَرَســـا فَأيْنَ مِنّا فارِسٌ يَهْوى الوَغى **** ما حـادَ عَـنْ طَريقِهـا وَلا خَسا وأيْنَ أيْنَ العادِياتُ الضّابِحــــــــاتُ إِذْ تُثـيرُ النَّقْــعَ فَجْــراً أغْلَسا لا أجْــلِدُ الذّاتَ ولا أَبْكي عَلى **** ماضٍ مَضى بَلْ أسْتَحِثُّ الأَنْفُسا أبْنـاءَنا أحْــفادَنا مَرْحى لكُـمْ ****فَــوَحْـدَكُــمْ سَتَغْـسِلونَ النّجَــسا أمَّـــتُــنا وَلّادَةٌ ما عَــقــِمَــتْ **** وَالغَيْثُ عَنْ رُبوعِنا ما احْـتَـبَسا وهذهِ الأرضُ ستَبْقى ذُخْرَنا ****أنْصَفَــنا زَمــانَـنــا أوْ مَـكَــسا لا تَـبْـتَـئِــسْ فَـإنَّنا نَهْفـو إلى ****جــيلٍ جَــديدٍ لمْ يَعِـشْ مُبْتـَئِـسا
****************** الشاعر حسن منصور [من المجموعة الثانية عشرة، ديوان (عندما تنكسر الدائرة) ص86]
Commentaires