top of page
صورة الكاتبAdmin

القبعة - محمد بن عزوز


.....القبعة كان يمشي يحب الوسامة بالرغم من ابتعاده عنها في بعض تقاسيم الوجه وزاوية ابانت عن انحراف على مستوى جمجمته في جنبات الرأس...الا انه اقتنع بأن هذه خليقة الخالق وعندما شد عضده وتجاوز الحلم واستوى عوده في كل التجمعات أضحى بين الفينة، والأخرى يردد بقايا المواعظ المستمدة من حكم الاقدمين وماتجود عليه بعض الافواه من منطقيات يتم الاطناب فيها والاسهاب ولو استدعى الامر إدماج المفهوم المنطقي بكلمات غزل حيي تصنع ابتسامة تظهر فيها تلك الاسنان المصطفة كسور يحمي اللسان من بعض الغارات الداخلية والخارجية ....كان مولعا بالريادة مما اضطره الى صنع احصنة خشبية لفتح القلاع التي تولجه الى عالم الظهور والمباهات تحت الاضواء ليقتني احسن البذل والملابس مع أحذية فيها الرياضي والثقافي وحتى الفلكلوري ،فيها ما هو صالح للتلميع كان يضعه بقرب علبة ،،،السيراج.*بينما الآخرين كان لهم مكان خاص ...كل هذا والنوادي تفتح ابوابها لانهاتنخدع من المنظر ومن النظرة الأولى...سهل الولوج اليها كعاهرة تتخير زبائنها طمعا في جود الزاني الذي يبحث عن لذته .مقابل نفع مادي يكون فيه الطمع والكذب هما ثنائياتا الرد والصد..اقتحم كل النوادي والأحزاب وجالس علبة القوم.... لكن جرت الرياح بما لا تشهي السفن التي تبحر في بحرالطوفان بربان لايعرف قيادة السفن في الطوفان. لانه نسي تعاليم نوح في انقاذ البشرية ....طوفان حل على رأسه فاقتلع الشعر من وسط الرأس ناحتا بحيرة صفراء يميل لونها الى الحمرة.....عانى من تساقط الشعر ...اقبل ثم ادبر ففكر وقرر ....لابد من شراء قبعة......قصد اول محل لشراء القبعات.. اقتنى واحدة الصقها فوق رأسه واشترى الثانية والثالثة ...لدرجة هوسه بآخر عناوين الموضة في القبعات الزرق والحمر والخضر وقلنسوات العسكر وحتى قبعات الإنكشارية التي ربما يحضر بهاعرضا تكون فيه القبعة هي مغناطيس الروح لجلب الاهتمام وتحويل عدسات أضواء العيون نحوه...صارت القبعة منطقة تابعة للنفوذ الترابي لرأسه لا تفارقه الا الى موعد النوم. تحمل رائحة تعرقه النتنة. وتقيه من شر الحر والمطر ..شاهدة على تجوله بين الطرقات ترافقه تحت اضواء الليل المكشوفة في زمن كشف فيه حجاب الاجساد ليصير الليل كله عورة...لكن هو كانت تستره قبعته رفيقة الدروب الملتوية والطويلة العريضة ....كان يحاول مداراة صلعته التي تعكس فيها بحيرة الجلد ليلا تلك الأضواء المكشوفة......والتي يمقتها، كانت عقدته ان يمر بجنبه شخصا بشعر كامل مكتمل..وكان يمقت المستهزئين الذين يرددون بأن الصلعة هي علامة الغنى.بالرغم من عيشه الرغد ...يظهر عدم الاهتمام حتى لاينكشف امره ...تلك اللعينة جعلته يعيش كالمجرم الفارمن قاضي الجمال الذي سيدينه بالدليل القاطع في حال رفع القبعة, سيرفع قلمه لإمضاء حكم البشاعة الظاهر الذي حاول التخلص منه ،لولا هاته القبعة التي سترته سترها الله ....اكمل الاجتهاد في طريقه بحثا عن تلك الوسامة الإصطناعية التي أفادته في جلب الاضواء...حتى علم ببزوغ اولى محاولات جيل جديد قطع مع افكار حلاقية تجاوزت حماقات"الهيپي.او الرازي"كمؤسس لعلم الوسامة الإصطناعي حيث ظهرت مدرسة حديثة تجعل من الصلعة الظاهرةاحدى مقومات الوسامة ....فرح بذالك انخرط في صفوفهم ليؤكد هذا المعنى......رمى القبعة في اول مزبلة صادفها في الحي تنكر لها وجهر بصلعته التي بدأيفتخربها.....لكن مع مرورك الأيام تبين ان ركن الزاوية المنحرف منذ صباه في رأسه افسد كروية الصلعة.........ندب حظه ثم عاد الى أول محل لشراء القبعة لمدراة الركن الخارج من جانب جمجمته......لتستمر الحياة مرة اخرى بقبعته حتى القبر....اقتنع بأنها قدر....


٦ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page