(حسناء في الديرة) ياسمين فتاة مكتملة الأنوثة بهية الطلة طويلة رشيقة لا تضاهيها أي فتاة في الجمال حسناء كانت تلك الأنثى يعشقها كل من يراها منذ الوهلة الأولى، ها هي ذي تفتح احدى الرسائل الكثيرة الواردة إليها من معجبيها كانت هذه الرسالة من شاعر الديرة قدور كان اسمه مدعاة للسخرية بالنسبة لها و هل يمكن لحسناء مثلها الإرتباط برجل كل ما فيه يصنفه للعصر الحجري بشرته السمراء ملابسه المزركشة.. شعره المنفوث.. فقره و تعتيره.. و حديثه بحرف الثاء.. يداه الضخمتان الخشنتان من كد العمل.. كل شئ يدعوها للقرف منه رغم أنه شاعر ذائع الصيت في القرية.. و قبل أن تتم قراءة ما جاد به قلمه حتى ألقت الورقة بعيدا في ضحكة مشمئزة ساخرة.. و استلت ورقة أخرى كانت من ابن عمها مراد الشاب الوسيم الذي فتن نصف فتيات الديرة إلا هي إنها تراه كما ترى كل الرجال مزقت الرسالة قبل أن تتم القراءة و امتدت على الأرض منهكة تجول بعينيها الزرقاوين في سقف البيت.. تلك العينين الساحرتين تبدوان كبركة مائية تغرق كل ناظر إليها... تحسست رأسها المثقل بالأفكار و انقلبت على بطنها ترسم ملامحا لفارس أحلامها تلك المغرورة المتكبرة لا يعجبها العجب إنها تخلق لكل من يتقدم لها ألف عيب كي لا ترضى به... كان قدور منبطحا على الأرض الخصبة يكتب قصيدة على ورقة أخرجها من جيبه زخرفها له صديقه حسان الرسام.. انجرفت الكلمات كالسيل منتجة أروع قصائد هذا الشاعر و قبل أن يتمها أرسل أحد الأطفال لمناداة ياسمين ليسمعها القصيدة بصوته المحب... ركض الطفل بسرعة البرق بعد حصوله على تفاحة طازجة من قويدر لابلاغ الحسناء بطلب الوحش كما تسميه هي... صدوقي علجة... يتبع.