" لا تجعلــــوا منى ومــن أنفســـكم شيــاطين خرس" علينا البــــــــــــــلاغ وعلى اللــه الإجـــابــة المقال الثـــانـــى مـــن "التحـــرش الجنســـــى بالنســـــاء والأطفــــال" بقلم د. طــــــارق رضــــــــــــوان
قال الله جل وعلا : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (آل عمران:104) وقال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(التوبة: من الآية71)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم – : (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه) وقال عليه الصلاة والسلام : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) خرجه الإمام مسلم في صحيحه، فهذا يبين لنا وجوب إنكار المنكر على حسب الطاقة باليد ثم اللسان ثم القلب، فالذي يسكت عن إنكار المنكر وهو قادر ليس له مانع هذا هو الشيطان الأخرس.
أن المرأة المسلمة تعيش حياة كريمة لما أعطاها الإسلام من مكانة سامية في الحياة ، وهي في هذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية تحضى بمكانة رفيعة في نفوس الحكام وسائر الشعب ، وهذا لايعني عدم تعرضها لصور الأذى الخلقي التي تتعرض له المرأة في العالم ، لكن شتان بين الثرى والثريا ،الأمر الذي يجعل منها رمزاً لفخر كل مسلمٍ ومسلمة في العالم ،بد ليل مشاعر الألم التي يعبر عنها المسلمون في العالم تجاه ما تتعرض له المرأة في هذا البلد المبارك من حملات التغريب ، وإنه ليحسن بنا أن نذكر المرأة المسلمة عامة ، وفي السعودية خاصة ببعض ما يقوله عنها الغرب لتضل ثابتة على دينها معتزة بمكانتها ، داعية نساء العالم للارتفاع إلى عليائها . فهذا مارسيل بوازار- مفكر وقانوني معاصر له كتاب بعنوان( إنسانية الإسلام )- يقول : لقد خلقت المرأة في نظر القرآن من الجوهر الذي خلق منه الرجل . وهي ليست من ضلعه , بل (نصفه الشقيق) كما يقول الحديث النبوي ( النساء شقائق الرجال )المطابق كل المطابقة للتعاليم القرآنية التي تنص على أن الله قد خلق من كل شي زوجين. ولا يذكر التنزيل أن المرأة دفعت الرجل إلى ارتكاب الخطيئة الأصلية ,كما يقول سفر التكوين . وهكذا فان العقيدة الإسلامية لم تستخدم ألفاظا للتقليل من احترامها , كما فعل آباء الكنيسة الذين طالما اعتبروها (عميلة الشيطان) . بل إن القرآن يضفي آيات الكمال على امرأتين :امرأة فرعون ومر يم ابنة عمران أم المسيح (عليه السلام ). ويقول في موضع آخر :ليس في التعاليم القرآنية ما يسوغ وضع المرأة الراهن في العالم الإسلامي . والجهل وحده , جهل المسلمة حقوقها بصورة خاصة , هو الذي يسوغه .- موقع صيد الفوائد ، كتاب : قالوا عن المرأة في الإسلام للدكتور عماد الدين خليل
أبرز الآثار التي يتركها التحرش بالمرأة جاء في تقرير للجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات : أن الطالبات أكثر شعورا بالخجل والغضب والخوف والتشوش ، وأقل ثقة وأكثر شعورا بخيبة الأمل تجاه تجربتهن الجامعية بعد تعرضهن للتحرش الجنسي. وهناك أثر بالغ على سير العمل وقوته ، فالقبول لن يكون على أساس الكفاءة والمؤهلات ،بل سيكون هناك عناصر جديدة في أولوية التوظيف، فالجمال وحسن المظهر ، هما أهم الصفات المطلوبة في المتقدمة عند من نفسه مريضة بهذا المسلك المشين ، فضلا عن المحسوبية في الأداء الوظيفي فيما بعد !! وهذان الأثران على حساب العمل . وأشارت الأستاذة - عزة سليمان- مدير مركز قضايا المرأة المصرية :أن ظاهرة التحرش الجنسي هي قضية "مسكوت عنها" في المجتمع المصري نظرا لحساسية هذه القضية، بالإضافة لعدم امتلاكنا ثقافة كيفية لمواجهة مثل هذه الأمور. - المرجع : شبكة الأخبار العربية محيط . المغالطات التي يذكرها البعض عند تعديده لأسباب مثل هذه الظاهرة و طرق علاجها . وأول هذه المغالطات : 1- هو ما يطرحه البعض بأن ثقافة الفصل بين الجنسين في العالم العربي والإسلامي والتي يربى عليها الصغار والكبار ، ووضع الحواجز بين الجنسين هي التي تجعل من مجتمعاتنا مسرحاً لمثل هذه الظواهر السيئة !! ويكفينا رداً على هذه المغالطة طرح السؤال التالي : لماذا نجد هذا المسلك المشين بنسب عالية - كما أبدت هذه الدراسة جانباً منه وغيرها من الدراسات - في المجتمعات الغربية والشرقية التي تعيش الاختلاط بين الجنسين بدون حواجز أو فواصل في كل مراحلهم العمرية ، وفي كل مجالات الحياة ؟!! أما ثاني المغالطات : 2- هو زعمهم أن تدني ثقافة ووعي الرجل خاصة وكذلك المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية عن المستوى الحضاري الذي يعيشه الإنسان رجلاً كان أم امرأة في الغرب ، هو الذي يتسبب في إفراز مثل هذه الانتهاكات في حق المرأة !! لقد وجد المحللون في أمريكا المتربعة على عرش الحضارة الإنسانية اليوم !! أن معدلات من يتعرضون للتحرش الجنسي مرتفعة على نحو يثير الدهشة خاصة في ضوء الاهتمام العام بهذا الموضوع في أعقاب الاتهامات الموجهة إلى شخصيات بارزة مثل الرئيس كلينتون وقاضي المحكمة العليا كلارينس ثوماس والسناتور السابق بوب باكوود . أيشك أحد في وعي وثقافة مثل هؤلاء تجاه المرأة !! والمغالطة الثالثة : 3- أن الذين يعتبرون أهم الأسباب في مثل هذه الظاهرة هو عدم حشمة المرأة في لباسها ، ومخالطتها للرجال هم لا يعرفون من حياة المرأة إلا جانب اللذة ، وهم سوداوي النظرة ، تشاؤميون من كل جديد ولهؤلاء نقول إن العاقل لا يطلق هذه الأوصاف على الطبيب الذي يخبر مريضه بمواطن المرض في جسده ليتمكن من علاجه ، وهكذا دعاة الإصلاح ، فإن أحدهم عندما يطرح مثل هذا الموضوع الحساس ويكشف هذه الأرقام المخيفة ليس من باب الفرح بعثرات الآخرين ، وكشف أستارهم ، وليس قصوراً في النظر على ما استقبح من حياة البشر ،ولكن إنما هو من باب أن المسلم هو المرشح لقيادة البشرية إلى بر الأمان ، وإنقاذهم من الغرق في بحر الشبهات والشهوات ، فقد نال هذه المنزلة الرفيعة منذ بعثة محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } آل عمران110 . ويحتاج المجتمع لأن يقى أبنائه وبناته شر التحرش وأن يجنبهم آثاره وذلك بتيسير إشباع الإحتياجات الإنسانية بطرق مشروعة , والحد من المواد الإعلامية والإعلانية المثيرة للغرائز , وترشيد الخطاب الدينى الذى يصور المرأة على أنها جسد شيطانى شهوانى يجب تغييبه عن الحياة تماما وعزله بالكامل داخل غرف مغلقة بعيدا عن أعين الرجال الحيوانيين . ويحتاج المحتمع لأن يرعى وينمى فى أبنائه ضوابط الضمير والضوابط الإجتماعية والضوابط القانونية للحفاظ على التوازن الصحى بين الدوافع والضوابط .