top of page
صورة الكاتبAdmin

الطائفية والدين ..- حسين علي يوسف عبيدات


بسمة الصباح ... صباح الخير ... الطائفية والدين ... (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم بالإسلام دينا ) ... بهذا القول اختتم الرسول الكريم حياته في بناء وتشيد الدولة الإسلامية القائمة على قواعد السلم والأمن والأمان بالرغم من وجود الديانتين اليهودية والمسيحية ... وقد يسأل أحدكم كيف تم هذا التوافق بين طبقات المجتمع القائم على تعدد الرؤيا الدينية وعلى اختلاف العقيدة الإجتماعية والاقتصادية ...؟ فأقول بمنطق الدين وأساس الإنسان تم خلق ركائز الدولة التي فاقت الغرب قوة وحضارة فعاشت في بدايتها أزهى عصورها ... نعم فالصرح الإنساني كان هدفا غير مرئي على الأرض ولكنه النهاية الحتمية لمجموعة من القوانين التي حكم بها الرسول صل الله عليه وسلم ... فجاء على أثرها النصر المبين فيعود السائل بسؤال آخر ... وهل كان الحكم دينيا ...؟ أم مدنيا ...؟ وكيف كانت علاقة المسلم بالمسيحي واليهودي ...؟ وما هي القوانين الناظمة لتلك العلاقات ...؟ وكيف تقاس الحضارة ومتى بدأ الإنهيار للدولة ...؟ وأسئلة عديدة تخرج من رحم السؤال السابق ومن سياق النقاش وبالتالي لا بد من رحلة إلى الماضي ... لنقف على بوابتا ... مكة المكرمة والمدينة المنورة ... مركز القيادة لصنع القرارات لنجد بأن الخريطة السياسية كانت بعيدة عن الدين وهذا يعني بأن الحكم كان مدنيا وليس دينيا وهذا ما تؤكده جمال العلاقة بين الديانات الثلاث ... هناك أسس وقواعد نظمت تلك العلاقات وأعطت مساحة من الحرية لكل الأفراد تتلاءم ومصلحة الوطن التي تقوم على الإنصاف والعدل في الحقوق والواجبات والأمثلة كثيرة على ذلك كحق الجار ... وحق الحياة ... وحق العمل ... ومصلحة الفرد وفق عقيدته والتي ترتبط بالعقائد الأخرى القائمة على المحبة والتسامح والوئام وأيضا لتلك الحالة أمثلة عديدة تجلت بأقوال رب العزة وبأحاديث نبوية شريفة ... وهذا يدفعني إلى القول وبعجالة بأن الدولة الإسلامية كانت قد فصلت السياسة عن الحكم وهذا الشيء توفر في وجود النبي محمد صل الله عليه وسلم وفي ظل الخلافاء الر اشدين ومن ثم جاء الخلط وجاء السقوط حيث أصبح الحاكم هو المرشد الديني والقائد المدني لدولة بدأت بالتوسع والتطور الذي فتح المجال لحركات التمرد السياسي بإطار ديني يقع في شباكها عامة الناس فتكونت الفصائل الدينية بأسماء وأشكال عدة قائمة على أدوات الدين وعيون ترمي للسلطة هدفا في الوصول إليه بأي طريقة ووسيلة كانت وهكذا حتى مرت الأعوام والأيام لنرى شرخا ومرجا في المعتقدات وبالتالي تشكلت المدارس المذهبية والطائفية بتشجيع من الدول الغربية التي خضعت لسلطان الدولة الإسلامية والتي افرزت العداء والكره والتعصب ضد الأديان الأخرى لنشهد حاليا خصاما وشجارا مستمرا أدى إلى السقوط الكامل لكل جماليات الدين ... خصام افتعله أعداء الإنسان فقطع الجسد إلى اشلاء كل جزء يأكل الآخر وكل عضو فيه يتربع ليكون السيد المتحكم الذي يستحوذ على صحيح الحياة ... إذا فالدين بعيد عن المذهبية ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكن طائفي النظرة أو مذهبي الحركة بل كان النبي الإنسان الذي علمنا حين فتح مكة كيف يرسم البناء والقوة في العفو و التسامح ... سيدنا محمد صل الله عليه وسلم. ... كان رجل سلم ودين ... رجل بناء وفكر ومحبة نبي للحرية ... رحمة للعالمين ولكل البشر مهما اختلفت عقائدهم وافكارهم ... نبي الإسلام وليس نبي طائفة أو مذهب نبي كل فرد أراد أن يقتدي به فهو سينتظرنا لينادي ربه يوم الحساب ... أمتي ... أمتي ... يارب العالمين .. وسيهرع إليه المسلم ... لن ينادي الشيعي أو السني أو العلوي أو الصفوي أو أي مذهب آخر ... لن ينادي كل بطائفته فهذا جرم وفتنة ... كل الطوائف والمذاهب التي نراها ستلبي النداء وستسرع إلى رسولها كونها تنطوي تحت لواء الإسلام ... فلما اذا التناحر والارتواء من مياه راكدة والمحيط أمامنا ... فالدين انسان ... والطائفية حيوان فتاك ... فلنختر بينهما و ما يتوافق مع فكرنا وشكلنا ... صباح الإنسان العربي ... صباح الخير ... بقلمي : حسين علي يوسف عبيدات

.


٣ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page