اول يوم رأيت فيه هذه الغجرية ساعة اقتحمت الشرطة تجمعا لهن، كن يرقصن على قارعة الطريق العام لافتات نظر الجميع لكسب المال و هذا ممنوع في قانون المنطقة التي نقطنها.... كانت تركض كغزال حاملة أطراف ثوبها الأصفر الفضفاض يلحق بها شرطيان طالبان منها الوقوف لكنها لم تكن تأبه لهما بل ظلت تقيس ببصرها المسافة التي تفصلهما عنها .
فجأة التصقت هذه الفتاة بصدري أمسكت بيدها سائلا إياها ما بها بغباء و كأني لا اعرف ان الشرطة تطاردها كما تطارد كل الغجر... لم تكن بعد قد تطلعت إلى ثيابي لتكتشف أني شرطي فقد كانت منشغلة بالصراخ لاهثة من شدة الركض: يريدان إغتصابي... يريدان إغتصابي هاذان الوغدان يريدان... و لم تكمل جملتها عندها لففتها خلفي محاولا تخبئتها لحاجة في نفسي و وقفت لهما بالمرصاد مؤديا دور البطل الشجاع فيما صرخا يريدان الفتاة و قد كان مرادهما نفس مرادي من الفتاة التي ما إن تطلعت إلى ثيابي حتى ركضت في ذلك الممر الطويل تاركة في قلبي فجوة عميقة ياللساحرة ياللفاتنة... قيدتني بحبها منذ أول لحظة .. أشغلت الشرطيين بالحديث لتتمكن الجميلة من الفرار منهما و احصل أنا عليها لكنهما ركضا باتجاه الطريق العام لأركض في أحد الشوارع المتصلة بالشارع عينه الذي فرت منه الغجرية الفاتنة محاولا اللحاق بها علني أحصل على شئ منها مقابل المال كما تفعل ك الغجريات هن هكذا مجرد أدوات للمتعة، لم أكن أعرف أن هذه الفتاة تختلف عنهن جميعا عن كل الغجريات اللاتي صادفتهن في حياتي فحتى صاحبة الستين عاما في قوم الغجر زانية فكيف حافظت هذه الصبية على شرفها وسط هذا المجتمع المتوحش الذي لا يحكمه قانون كالغابة يأكل القوي فيها الضعيف.لم يحالفني الحظ في العثور عليها فعدت و الخيبة تملأني بقدر ما غمرني الحنين إلى ذلك الوجه الجميل الذي ترتسم عليه أمارات البراءة.... وضعت يدي على محل قلبي متحسسا الحرارة المنبعثة منه
عندها فوجئت بحلق الساحرة الجميلة عالقا بجيب بذلتي ابتسمت ابتسامة عريضة تنم عن الرضا. صدوقي علجةـ 08ـ 07ـ 2016 يتبع