اليوم أعرض فكرة للنقاش. فقد لفت نظرى لفظ’ "أمين" التى نذكرها بعد انتهاء الفاتحه أو بعد كل دعاء بدلا من ذكر لفظ الجلالة عز وجل. فأسمحوا لى بعرض ما يدور بخاطرى دون تحيز أو مهاجمة لأى مبدأ أو ديانة, لكنه حوار العقول. وطرح فكرة باحث وعرضها لقرائه للمناقشة وتثبتا لمعتقدات ديننا الحنيف لاحظوا أن معظم الألفاظ بما فيها الأسماء في الكتب و الديانات السماوية تعرضت للترجمة و صارت تقرأ عند كل شعب بلغته الأصلية (التي تمت الترجمة إليها)، و معظم الألفاظ و الأسماء تعرضت لتحريف شديد في النطق و الكتابة ، فكلمة عيسى مثلا؛ أصبحت بالإنجليزية “”Jesus (تنطق جيسس) و المسيح ترجمت لتصبح “Christ” ( تنطق كريست)، و حتى لفظ الجلالة “الله” ترجم ليصبح “God” و هكذا. لكن الغريب أن هناك لفظة واحدة بقيت كما هي في جميع اللغات، هذه اللفظة الغريبة العجيبة هي “آمين” هذه الكلمة تقال (جهرا) كلما قرأت سورة الفاتحة، حتى في الصلاة المفروضة، رغم أنها غير موجودة في المصحف على الإطلاق. و هي تقال، و تردد عقب كل دعاء، و في معظم لغات حوض البحر المتوسط، و بنفس اللفظ و النطق تماما. ألا تستغربون أن كلمة آمين بهذا المعنى لم تذكر في القرآن و لا مرة واحدة، رغم أهميتها (إن كان لها أهمية فعلا)، و أن كلمة آمين بمعنى (استجب) كما يدعي البعض؛ ليست من العربية و لا تستقيم لغةً. (آمين (بالعبرية: אָמֵן؛ باليونانية: ἀμήν) هي كلمة سريانية قديمة وتعني اللهم استجب دعائي وقد تناقلها اصحاب الأديان الإبراهيمية حتى يومنا هذا. والكلمة كإعلان تأكيد، وجدت في التناخ والعهد الجديد. تطلب الشريعة اليهودية الفرد اليهودي أن يقول كلمة آمين في مجموعة متنوعة من السياقات. وتستخدم في العبادة المسيحية ككلمة ختامية للصلاة والترانيم¸ وعند ختام الصلاة الربية, ويستخدم المسلمون مثل اليهود والمسيحيين كلمة آمين في صلواتهم وادعيتهم وعند قراءة سورة الفاتحة حتى هذا اليوم بكل لغاتهم. وقد ذكر الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ما يتعلق بآمين فقال: " ... ثم ( كان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى من قراءة الفاتحة قال : ( آمين ) يجهر ويمد بها صوته (البخاري ومسلم ) وكان يأمر المقتدين بالتأمين بعد تأمين الإمام فيقول : ( إذا قال الإمام : غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا : آمين [ فإن الملائكة تقول : آمين وإن الإمام يقول : آمين ] ( وفي لفظ : إذا أمن الإمام فأمنوا ) فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة ( وفي لفظ آخر : إذا قال أحدكم في الصلاة : آمين والملائكة في السماء : آمين فوافق إحداهما الآخر غفر له ما تقدم من ذنبه ) ( مسلم وأبو عوانة ) وفي حديث آخر : (فقولوا : آمين يجبك الله ) البخاري في الأدب المفرد ) وكان يقول : ( ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين [ خلف الإمام] آمين.. كلمة غير عربية فيجوز فيها كل الوجوه التجويدية والله أعلم وهي كلمة تختم بها الصلوات معناها "إني أصدق وأثبت على الإيمان"، ويستعملها المسلمون والنصارى واليهود باللفظ ذاته والمعنى ذاته، وهي من تراث أبينا إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام. وكلمة (آمين) ذات اصول سامية وسريانية قديمة ... وقد وردت هذه الكلمة في الكتب المقدسة القديمة (العهد القديم أو التوراة والعهد الجديد أو الانجيل) ... يعود اصلها في التوراة والانجيل إلى اللغة السريانية
من المعروف أن اللغة العربية لغة سامية وأن اللغات السامية تنتمي إلى أسرة لغوية أكبر هي أسرة اللغات السامية الحامية ) والنظرية السائدة في الدراسات السامية الحامية أن أصل تلك اللغات من الجزيرة العربية. أما أصلها اللغوي فهي مشتقة من الجذر /أ م ن/ الذي اشتق منه /الإيمان/. ومعنى هذا الجذر الأساسي في اللغات السامية والحامية هو "صدَّق، ثَبَت، ثبت بالإيمان" كما ترى في /أمِنَ/ في العربية، وفي /آمن/. ومثله في الحبشية: /أَمَنَ/ "ثبتَ (بضم الباء)"، وفي الحميرية: /أمنت/ "أمانة"، وفي السريانية: ܐܡܝܢ: أمين "ثابت، قوي، سرمدي"، وكذلك في العبرية: אמן: آمِن "آمين" وكذلك אמנם: أمنَم "حقا". والكلمة العبرية الأخيرة منصوبة على الحال بالميم وهو من بقايا الإعراب في الساميات الذي كان فيها بالميم ثم أصبح في العربية بالنون (التنوين (
ولقد وردت الكلمة في اللغات الحامية، بنات عم اللغات السامية، أذكر منها المصرية القديمة /م ن/ "ثبت، صدق". ومن هذا الجذر اشتق أيضا اسم الإله المصري القديم "آمون"، الذي كان يعبد في "نو"، والذي ورد في اسم الفرعون "توت عنخ آمون". وربما رد بعض الملاحدة الدهريين كلمة "آمين" إلى اللغة المصرية القديمة، مثلما ردوا التوحيد الذي دعا إليه نبي الله موسى، على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، إلى ديانة إخناتون، وفي ذلك نفي لأصلها السماوي. ومن الجدير بالذكر أن ديانة إخناتون لم تكن توحيدية كما زعم فرويد وغيره لأنها كانت تعتبر إله الشمس "رع" الأله الأكبر دون نفي وجود الآلهة الآخرى، بينما تقوم عقيدة التوحيد لدى المسلمين والنصارى واليهود على الإيمان بالإله الواحد خالق السماوات والآرض وما بينهما، الذي عرف البشرية بذاته العليا بواسطة الوحي إلى الأنبياء والرسل، عليهم السلام. فديانة إخناتون كانت مشوبة بالشرك، وتسمى "التوحيد المشوب بالشرك"
وافر الشكر للأستاذة الكاتبة المصرية كريمة دندش حيث ذكرت "أن الله عندما بعث الروح فى أدم فعطس فقالت الملائكة يرحمك الله فرد عليهم وقال امين- اذن هى كلمه أوحى الله بها واستمرت الى يومنا هذا"