بسمة الصباح ... صباح الخير ... الإنسان صانع الحياة ...خلق الإنسان والجدل الفارغ قائم في طياته كما حًمله الشيطان وسوسة البحث الدائم عن الفراغ والذي ينمو معه منذ بداية امتلاء العقل بملفات الحياة وطبعا قد تكون النسب متفاوتة بين شخص وآخر حسب النشأة الخاصة بكلاهما ولكنه في النهاية يشترك مع الآخرين بصفة واحدة وهي البحث عن الراحة والتي تختلف عن مفهوم السعادة ... خلق الله تعالى الإنسان وخلق له العقل ليخضع الدنيا لإرادة فكره ولكنه لم يعطيه الراحة أو السعادة الكاملة وهنا المعنى واحد وبالتالي نجده في حالة دوران مستمرة في البحث عن السعادة بالرغم من علمه بأنه يدور في فلك ضائع كما تدور طاحونة الهواء ... ولو حاولنا الغوص في سبب ذلك لوجدنا بأن الحياة هي نفسها مصدر القلق والدليل على هذا إجراء عملية إسقاط أو مقارنة بين الزمن الفائت والزمن الحاضر وبسؤال من شهد العصرين أو من لم يعاصر الزمن الفائت لوجدنا إجابة واحدة مفادها بأن الزمن الماضي كان فيه من الجمال والسعادة الشيء الكثير وهنا يخطرنا السؤال التالي ... فيا أيها الإنسان عد بعمرك إلى ذاك الزمن وأبحث في طيات العمر واسأل نفسك كيف كانت حياتك ...؟ وهل كنت حينها تشعر بالسعادة أم إنك تقود الإيام والشهور للوصول إلى حاضرك الآن ...؟ فالمشكلة الحقيقية التي يعانيها الفرد في كل العصور هي الحكم على واقعة قديمة قتلها الزمن بالتقادم من خلال الحاضر ... فلكي يأتي الحكم صحيحا ينبغي أن نعيش الواقعة في زمنها ونتلبس الظرف والمكان والمشاعر بما يتناسب وتاريخ الواقعة وما قيل عن الزمن الماضي من جمال سيأتي يوما ونقول عن هذا الحاضر بأنه الزمن الجميل ... وهذا ما يدفعني إلى القول بأن الإنسان خلق هلوعا ملولا منوعا فيه الجدل الأكبر وفيه الحل لكل الأزمات بشرط أن يكون قائدا للحياة وليس أسيرا أو معتقلا لها ... وفد يسألني أحدكم كيف ...؟ فأقول القناعة قلم الذات البشرية لتوقيع عقد اتفاق بينه وبين نفسه ومن ثم مع الدنيا بكل سلبياتها وإيجابياتها ... ولا ننس الحلم والأمل في كل خطوة نقنع بما لدينا حتى لا نكون مطية للحياة بل هي من ستكون في قبضة اليد نصنعها بالخير لخير البشر ... صباح الحياة ... صباح الخير
حسين النايف عبيدات