بسمة الصباح ... صباح الخير ... في كل صباح نهتف بالبسمة محملة بأناشيد إيجابية أو بآهات سلبية ... ننثرها وننشرها بصدق النية أمام نوافذ الفكر علها تنقذ أجيالا مازالت تتنفس أملاً وحلماً في ظل ضباب يغطي جانباً كبيراً من حياتنا أو نذٌكر من غفل عن الحياة بواجب التقيد بالسلوك الأخلاقي في كل حركة عمره معتمداً في ذلك على الأنا الإيجابية ... أو لنأخذ بعض من الأشخاص إلى دائرة واقع الحدث ليشاهدون بعيون فكرهم تلك الآهات أو الأناشيد ولكن للأسف أصبح الجميع في حالة هيجان أو خمول وكلاهما مدمر وقاتل ... ومع هذا لا بد للإنسان أن يكتب ذاته وأن يساهم في صرخة قد تجد صداها في هذا العالم الضوضائي العشوائي في رؤيته ومنظوره حتى أصبح يحمل عنواناً ( دنيا الأموات أو عالم بلا عالم ) هذا هو واقعنا فالليل في نهاره ليل دامس مظلم بسواد البصر والبصيرة وأضواؤه من مصابيح تتلون بتلون الحاجة والمصلحة والهوى الذاتي وأشخاصه ممثلون على مسرح يجيدون كافة أنواع الفنون بما فيها رقص القرود ... وفي هذا التجمع السكاني أو في دنيا الأموات هذه نسمع أصواتاً تهدر وتصرخ وتتوعد وكأنها آلهة أستبدت حقاً اكتسبته بلحظة حظ أو بقوة ما ... لتعتلي منصة المسرح فتتولى مهمة الإخراج والتأليف والتمثيل وكل شيء ... ليأتي في النهاية تصفيق شخوص المسرحية وزغاريدها فتملأ الدنيا قبولاً وفرحاً ... ىفقد حازوا على الجائزة ... وأي جائزة تلك التي يكتسبونها و يتنازلون عنها في لحظة هوى ومصلحة وموقع ... فالرقص جائز على كل الحبال وفي كل الإتجاهات وعلى كل الأنغام مادمنا في دنيا الأموات ... وأي عجب من عالم بلا عالم وهياكل تتلوى بعريِ كامل وبسفاقة واضحة ... وأي عجب من دنيا الموت ... موت الضمير والفكر والإنسانية والمحبة موت القيم وزهورها وجمال الحياة بلعبة شيطان مريد أسمه الإنسان في زمن دنيا الموت ... والسؤال الذي يخطرني وأرسله إلى الجميع من أجل المحاكاة و الجدل الذاتي فيه للخروج إلى الصواب ... ألا ندرك بأننا ميتون منذ الخليقة ... والمنافقون في الدرك الأسفل ... ولن يصيبنا ألا ما كتبه الله لنا ... وكل شيء زائل ... وخط الحياة مرسوم منذ الأزل ... وكلمة الحق واجبة وعدم التصفيق للباطل من أبسط الإيمان ... فلماذا ونحن ندرك ذلك نشتري الضلالة بالهدى ونبيع أنفسنا في سوق نخاسة رخيص ... ألم نخلق في أحسن تقويم لتعمير الأرض بالخير فنأتي ونحول العالم إلى دنيا الأموات ... صباح البسمة بأناشيد إيجابية ... صباح الخير ...