بسمة الصباح ... صباح الخير ... الخالق والمخلوق ... القوي والضعيف ... السائل والغائب ... (اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ... قول لله تعالى يطالب فيه مخلوقه بضرورة التفكّر والبحث والسؤال لإعمال العقل وللإيمان بفكر ومنطق يؤدي إلى اليقين التام ... ومع هذا الأمر الإلهي نجد بعض من السلوكيات في مجتمعاتنا العربية تدخلنا في نفق من الخوف والرعب نظراً للأساليب المتّبعة في عملية الرد على السؤال المطرح وأول سؤال يطرحه الطفل ببراءة وهو أين الله ومن هو ولماذا لا نراه ... وكيف هو شكله ... وأسئلة كثيرة تبحث عن أجوبة لإملاء ملفات العقل الفارغة ليتشكل المفهوم الذاتي عند الطفل نتيجة لإدراكه وتلمسه للعالم الخارجي خاصة وهو يتسلق سلم سنوات عمره وبالتحديد وهو في الرابعة من عمره ... العمر الذي يبدأ فيه يالتقاط كل شيئ دون معرفة بالغازه وبدلا من الرد عليه بشكل جميل يتفق مع إدراكه وعقله فأن الرد يكون ضمن الأشكال التالية فهناك من يلطم الطفل بكلام صادم مخيف يحاول فيه رب الأسرة أو الأم أن يبعد ا الطفل عن تلك الأسئلة لأنها محرمة وهي كافرة ولا يجوز الدخول في هذ ا المضمار الكافر فيتولد عند الطفل في هذه الحالة الخوف والرعب من الله ويبدأ خياله برسم صور غريبة عن الله فيشب ومركبات النقص تضرب في حياته ... أو أننا نجد البعض الآخر من الناس وهي أكثر انفتاحا من الأولى ... تأخذ بطفلها إلى الحوار ولكنه حوارا خطيرا لأنه يزرع في عقل الطفل الخوف من الله والنار والعقاب فأيضاً يتولد عند الطفل قهر وفزع ورعب يجعله في خوف دائم من الخطأ ويتقرب إلى الله خوفاً وهذا مطلوب ولكن المطلوب أكثر من الخوف هو الحب لله لكي يأتي العمل بنفس راضية تقتل نوازع الشر بيقين تام لكل التكاليف الشرعية ... والأخطر من هذه الحالات هي حالة الصمت أمام السؤال وقد يكون لذلك مبرراته العديدة ولكنه مرفوض بكل أسبابه لأن هذا الصمت يؤدي إلى التهلكة وإلى التشرد العقلي للطفل لأنه سيخرج من كينونة ذوويه إلى الخارج وإلى أي مستنقع ليجد جوابا لكل أسئلته ولنتخيل حينها كيف سيتم إملاء ملفات عقله ولنتخيل أيضاً المعلومات والأجوبة التي ستترسخ بذهنه ليبني معتقده وبالتالي ليتشكل فكره وسلوكه لأن السلوك وليد الفكر والمعتقد ... لذلك ينبغي على كل إسرة أن تسمح بالسؤال وأن تفتح الحوار بكل شيء فالله سبحانه وتعالى حق لكل شخص أن يدركه بحب وخوف وأن يصل إليه بعقل راجح وإيمان مطلق دون فزع من الموت والنار والآخرة بالشكل الذي نراه في حياتنا فجميعنا يعيش تلك المشاعر ويحاول أن يهرب منها بسبب سوء الفكر التربوي فالله رحيم كما هو شديد العقاب فلنرسم صورة الرحمة وصورة الله كما وردت في كتابنا العزيز بأذهان أطفالنا بالجدل والحكمة والموعظة الحسنة لكي يشب وفي عقله وقلبه محبة الله دون خوف ورعب ... صباح الحكمة ... صباح الخير ... حسين علي يوسف عبيدات .