بسمة الصباح ... صباح الخير ... بلغوها انني مت في الغرام فداها ... واصحبوها لتربتي فعظامي ... تشتهي أن تدوسها قدَماها ... بشارة الخوري الاخطل الصغير ... قلبي بالحب ارتوى حتى اشتعل ... وزاغت العين عن النوم بالهوى ... يا ساكن العمر خلي قلبي بالحب ... ولا تهجر حبيبا لك بالحب عاشقا ... ابيات من قصيدة للأخطل الصغير وبعض الابيات الاخرى لمن هدموا الشعر برصف الكلام ووصفوا اعمالهم بالاشعار حتى خجل الشعر الاصيل وارتحل عن الساحة بعد أن امتلأ الشارع بجمل غريبة عن المفردات العربية او بكسرها لتشكيل ابياتا فيها من تجانس وتطابق الحروف ليربطها ببعض وأصبح الكل يطبل لها بالمجد حتى اصبحت عنوانا في المجتمع فعاشت اسماء واسماء حتى تحول البعض منها الى اغاني تبث بشكل مستمر ليأتي بعض من اساتذة المدارس ويسرقون تلك الالحان لتكون مفتاحا ومسلكا ينتهجونه في التدريس بحجة النظريات الحديثة في المنظومة التعليمية ... والسؤال الذي يطرح نفسه ... ماهي الدوافع لذاك الانحدار ...؟ من المسؤول عن هذا الهبوط الثقافي والأخلاقي ...؟ لماذا نرى الشارع العربي مع كل الانظمة وتنوعها ومسمياتها تركض الى الاسفاف وتسعى الى بتر كل الجمال ...؟ هل يشكل الفراغ الثقافي تلك الظواهر ...؟ ام هو الملل الذي اصاب البشر ...؟ ام حالة الانفصام التي اصابت الشخص فجعلته في حالة عدم توازن يدفع به الى التقليد ...؟ ام هي الرغبة في التطلع الى الغير وغباء في الرؤية ...؟ ام ماذا ...؟ هل هناك امل في صحوة ...؟ ام امتطينا النوم في مستنقع للهاوية صعودا ...؟ مهما كانت الدوافع والاسباب فان الزوال للجمال قد تحقق واصبحت القوانين الهابطة تحكم كل شيء بقوة سحرية لا يمكن الخلاص منها فاختلط كل شي حتى بتنا غير قادرين على التميز بين الجيد والسيء ... صباح الشعِر الأصيل ... صباح الخير ... حسين علي يوسف عبيدات .