يتمتع كل إنسان بمجموعة من الصفات المهمّة التي تُنظّم أفعاله، وتضيف لها الجمال والوقار، وصفة الذوق هي واحدة من تلك الخصائص المحبب توفرها لدى الإنسان عند تعامله مع نفسه ومع الآخرين، كأن يكون الشخص ذوّاقاً في اختيار ملابسه وطريقة ارتدائها، حيث يُقال أنّ فلاناً لديه ذوق عالٍ في التعامل مع الناس، فدعونا نتعرّف في هذا المقال على تعريف كلمة الذوق، وأساليب تنميتها، وكيف تجلّت عند العرب. تعريف الذوق ــــــــــــــــــ تعني كلمة الذوق احترام الإنسان لمفهوم مُعيّن أو مبدأٍ ما، وأن يتصرّف ببالغ الاحترام والأدب تجاه نفسه وتجاه الناس، ويُقصد به أيضاً مراعاة أدق التفاصيل في سلوك الشخص، وفعله، وقوله، وعندما نتحدث عن الذوق في اختيار المظهر مثلاً فلا بد من معرفة أساليب الموضة. يُشير المصُطلح الفرنسي الشهير بـ(إتيكيت) إلى التمتع بالذوق، وتعني هذه الكلمة المستخدمة على نطاقٍ واسع في العالم حرفياً: اللباقة وفنّ التصرف. يُعتبر التمتع بالذوق أيضاً، جزءاً من ثقافة الإنسان؛ فالشخص الذي يراعي الأدب، ويلتزم بالمعايير الأخلاقية؛ هو بالضرورة يُعبّر عن مدى رقيّه المعنوي؛ ويمكن لأي شخص اختبار ذوق آخر؛ عبر معاشرته والاختلاط به، ويُطلق على من يتمتع بالذوق، ويجعله منهجاً في حياته وجميع تصرفاته؛ لقب الذّواق الذوقُ كلمةٌ جميلة مُوْحِيَةٌ تَحْمِلُ في طياتها معاني اللطفِ، وحُسْنِ المعشر، وكمالِ التهذيبِ، وحسنِ التصرفِ، وتجنبِ ما يمنع من الإحراج وجرح الإحساسات بلفظ، أو إشارة أو نحو ذلك. فهذه المعاني وما جرى مجراها تُفَسِّرُ لنا كلمة الذوقِ، وإن لم تفسرها المعاجمُ بهذا التفسير الملائم لما تعارف عليه الناس، وجرى بينهم مجرى العرف؛ فتراهم إذا أرادوا الثناء على شخص بما يحمله من المعاني السابقة قالوا: فلان عنده ذوق، أو هو صاحب ذوق. وإذا أرادوا ذمَّه قالوا: فلان قليل الذوق، أو ليس عنده ذوق، وهكذا...فالذوق بهذا الاعتبار داخلٌ في المعنويات أكثر من دخوله في الحسِّيات كذوق الطعام والشراب.وموطن الذوق في المعنويات يدور حول العقل، والروح، والقلب. وموطنه في عالم الحسيات لا يتجاوز اللسان، أو إحساس البدن بالملائم أو المنافر. ولعلَّ لفظَ الذوقِ يَعْتَوِرُه ما يعتور بعضَ الألفاظِ في دلالتها، من حيث تطورُها، وانحطاطها؛ فهو بالمفهوم الذي مرَّ ذكره معنى سامٍ راقٍ. أنا لا أعني بها الذوق في ارتداء الملابس . . أو الذوق في اختيار الكماليات .. أو الذوق في الابتكار والابداع . . بل أعني به الذوق في الأخلاق . . والسلوكيات عندما يتحكم الذوق في أخلاقك . . حتماً ستكون ( ذوقاً ) في كل شيء . . لن يصبح هناك [ حدود ] لجمال أخلاقك . .ستكون حسن المظهر . . . نقي الجوهر. . حول أناس مختلفة و أجناس متباينة .. أنت بالنسبة لهم [ كالمغناطيس ] جاذب لهم بحسن أخلاقك ... تجذبهم جميعاً, و هم مستسلمون لك . . لا بقوتك و لا بأي شيء سوى بحسن " معاملتك " لهم . . سوف يكون لك أصدقاء يبحثون عنك |[ كبحثهم ]| عن الماء و الهواء . ستكون محبوباً .. لايمل االأخرون مجلسك .. وحسن جوارك عندما تريد محادثة الأخرين حدثهم باحترام وكلما كان صوتك هادئاً ورقيقاً كان أقرب للقلوب . .عند لقائك مع الناس لا تبقى صامت من دون كلام وإنما شاركهم الحديث . عندما يواجهك أي شخص بالاستفزاز فاجتهد في عدم إثارة المشاكل وحاول الانسحاب بدبلوماسية. . لا تتكلم عن نفسك طوال الوقت سواءً عما يضايقك أو يبهجك. ( من فضلك -بعد أذنك - لو سمحت - إذا أمكن ) كلمات استئذانية ابدأ بها طلبك . ( لا - لا - لا ) لازمة غير محببة للناس عند اعتراضك على رأيهم ( لا) واحدة تكفي عند الحاجة لاستخدامها. .لا تقول (لا) في بداية اعتراضك على أمر ما .. بل ابدأ بالايجاب بالقضية ثم اذكر ر أيك المخالف . . كن مستمع جيد للأخرين لاتركز بنظرك على المتحدث ولا تهمل .. لاتتحدث في مواضيع قد تسبب الاحراج للأخرين كأن تتحدث عن الرشاقة في حضرة البدينين. . لا تتدخل في شؤون الأخرين وخصوصياتهم ولا تسأل عن أمور قد تكون محرجة بالنسبة لهم. . اظهر اهتمامك بالأخرين تفقد أحوالهم واسأل عن مرضاهم . . تجنب اسداء النصيحة بقسوة أو أمام الناس . لا تنسى الابتسامة بل اجعلها دائما ً تجمل محياك فهي جواز مرورك لقلوب الأخرين. الذوق هو مراعاتك لمشاعر الآخرين وأحاسيسهم .. الذوق هو اتقانك لفن الحوار والاستماع ..الذوق هو احترامك للأخرين أياً كانوا .. الذوق هو أن تكون أخلاقك كما هي لا أن تتغير بتغير الأشخاص ..وعندما تكون هذه صفاتك فأنت في { .. منتهى الذوق .. } الذوق عند العرب قديماً تميّز العربي البدوي بكرمه العالي عند حضور الضيف، فكان يذبح الشاه أو الغنم، ويخصص له التعاليل والترحيب، ويأتي بعازف الربابة إلى خيمة الشيخ أو رئيس القبيلة، ويرحب به دون الاستفسار عن حاجته، أو غرض زيارته، وحتّى اسمه، ومن أيّة عشيرةٍ أتى، إلا بعد مرور ثلاثة أيام؛ حتى يرتاح فيها من تعب السفر والترحال.