المشورة التي قدمها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رض) إلى أمير المؤمنين عمر (رض) ----------------. 13.2.2018 كانا أخوين متحابين يجمعهما الدين والإيمان متعاونين فيما بينهما كل منهما يقدم مشورته للآخر لرفع وإعلاء راية الإسلام وهما تربيا وتدربا على يد الحبيب المصطفى ونهلا من معرفته وعلمه وهنا أذكر مشورة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه عند الأعداد لمعركة نهاوند .. قال سيدنا علي بن أبي طالب (رض) : لقد أصاب القوم الرأي يا أمير المؤمنين، فمكانك مكان النظام من الخرز يجمعه ويمسكه، فإذا انحلَّ تفرَّق ما فيه وذهب، ثم لم يجتمع بحذافيره أبدًا، وإنك إنْ أشخصتَ أهلَ الشام رجعت الروم إلى ذراريهم، وإن أشخصتَ أهلَ اليمن ذهبت الحبش إلى ذراريهم، وإن شخصت بنفسك من المدينة انقلبت عليك الأرض، وما تدعه وراءك في المدينة أهم إليك مما بين يديك، فأَقِمْ وأَقْرِن هؤلاء في أمصارهم، واكتب إلى أهل الكوفة فهم أعلام العرب ورؤساؤهم، فليذهب منهم الثلثان إلى نهاوند، ويقيم الثلث مع النساء والذراري، واكتب إلى أهل البصرة واجعلهم ثلاث فرق، ففرقة في الحرم والذراري، وفرقة منهم في الأهواز تمنع نقض عهد فارس، والفرقة الأخيرة تكون مددًا لأهل الكوفة في نهاوند. وأما ما ذكرت من مسير القوم (يقصد تجمع الفرس)، فإن الله أكره لمسيرهم منك، وهو أقدر على تغيير ما يكره، وأما ما ذكرت من عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة، وإن هذا الأمر لم يكن نصره أو خذلانه لكثرة أو قلة، هو دينه الذي أظهر، وجنده الذي أعز وأيده بالملائكة حتى بلغ ما بلغ، فنحن على موعود الله وتأييد الملائكة.وما إن أتم سيدنا عليٌّ (رض)مقالته حتى شرح الله لها قلب سيدنا عمر بن الخطاب (رض) ..فقال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وجدته انه النعمان بن مقرن فاستدعاه وعقد له لواء القيادة فحقق الله النصر للمسلمين