قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26
مجرى أسود ينساب عريضا هادئا بين ضفتين قاحلتين تتناهى مفازات حمراء خلف الأفق و قد صفت في فسيح أرجائها في وضع تناظري مقاعد فاخمة تنبئ بالوجاهة السيادية ... لقد كان الموج يقذف بين الفينة و الأخرى عظاما منخورة و جماجم آدمية قد زينت الشط دلالة على مجد الرهبة الذي يضوع المكان أريجه الشفاف عن عطر الدم المتكبد سياطات الجلاد ..... هكذا تتحقق الرهبة اساطير تلوكها اقنعة ذات المقاعد الفخمة التي استطالت جلساتها تخوم الوادي و قد أخذتها العزة في القوة و الذكاء صناعة للموت الرجيم ... إبادة للهوية للضمير و الثقافة تمييزا للجنس و الحضارة ...
و لبياض تلك العظام عظام العظام الصاخب صمتا ..رفتا..و سحتا في بطون لاتؤمن إطلاقا أن حقيقة ما في جوفها من بؤر النار إلا ما ملكت يدها من أرباب الكعبتين البيضاء و السوداء من عظيم البركات ... بركات التوريث المفتوح التاريخ بحكامة العصا و الجزرة.. و الدمار لحجية الأصالة لعرق يحيا على الاستهلاك و الاستجداء بياض ممتد على طول حافتي المجرى حيث انتصب في الزاوية المقابلة للجمع الغفير قائم حديدي عند أعلى رأسه بند ابيض خفاق دلالة على ماهو متعارف عليه من معاني مألوفة عن اللون في الحرية و السلم كرمز يتجذر أصل المجرى ذي المياه الآسنة..
و المدهش في كل ذلك ما ينبعث من تحت تلك العظام المتراصة اعتباطا من ألوان مختلفة موسيقاها الصادحة بهرجة و كلما توقفت للاستراحة فرق العزف وصدحت موسيقى الجاز بديلا إلا و علا صفير الحاضرين و طالبوا بإيقاع جذاب اذ على نغماته الراقصة كانت الفتيات اللائي هن ذوات سحنات عربية ..افريقية أسيوية ....يرقصن عرايا حول هيكل تابث في مركز الدائرة انه هرم تعلوه عين حادجة ..فاحصة لما يقدمه الحاضرين من قرابين آدمية و أخرى التي لا تعدو أن تكون إلا خرائط حمراء ممزقة...
اتسعت مساحة المجرى و استطالت التواءاته عن ضفتين تباعدتا حتى صار الناظر إليهما يحسب المجرى يما بلا أمواج حانية او عالية المستوى .. لكن في النهايات البعيدة المفتوحة على الحياة في الأدغال الموحشة اخبر القوم راوي الحكاية عن سر ما اطلع عليه من اسرار سامة : -- جاء في إحدى الكلمات التي ألقيت في مؤتمر المشرق الأعظم الماسوني لعام (1923م) قول أحد أقطابهم : " يجب أن لا تقتصر الماسونية على شعب دون غيره ، ولتحقيق الماسونية العالمية يجب سحق عدونا الأزلي الذي هو (الدين) مع إزالة رجاله" . و عليه فالنهر قد التقى بمجرى المياه العادمة الغير القابلة للتصفية أو التطهير و الهادرة في صحراء جرداء حيت تتكاثر فطريات سامة قد تهدد الكراسي الوهمية .. انه التواء الوادي الملتحم في الرمضاء عن تعرجات شكلت كتابة لا يمكن لأي كان أن يقرأها إلا من ملك السيطرة على عوالم الفضاء و صدق حكمة الآية فعلا و مطلبا...لا تنفذون إلا بسلطان ..- كتابة ترجمت عن اللغة الانجليزية استهزاء بالرموز الكرطونية : -- أيها الحكام.. حكام العرب هل استبدلتم عبادة الله باله الماسونية الذي لا يعدو إلا رغبة صهيو صليبية أكيدة في محق شعوبكم بما نمنحكم إياه من وسائل الدمار و الاقتتال للعودة بكم إلى جاهلية داحس و الغبراء ... و من ثمة تصبحون أصلابا و أرحاما من ممتلكاتنا الشخصية ...عذرا .. المشكل أنكم تعلمون قيمة تمثيلياتكم في إشعال نيران الفتن الصاعقة لوجودكم الغبي على ارض نحن من يجب أن يستخلف على خيراتها وحكمها و السيادة عليها..كالدواب انتم ...و لو أنكم مسخرون لنا عرقا وضيعا فإننا نملك من التقنية ما نستغني عنكم جملة و تفصيلا....... حقا كم هي ممتعة صوركم التي تطفو فوق المياه العادمة برازا للماسونية القاتلة .. القاتلة للغيور ..للديوث ... للمؤمن..للملحد. ...للفاسق وللأصيل فيكم ...جميعكم في سقر الدونية سواء سواء ... و تستمر الحكاية تصاديات تاريخ مرهق مشلول .. أضاع الصوت ... الوجه... و سطوة الجهر بالحق...
محمد القصبي 23/01/2018 بلقصيري المغرب الاقصى