في هذا الزمن تغيرت المفاهيم والقيم الشخص المغرور يتصور انه نموذج للأنسان المسالم والخبيث يعتقد انه الذكي والبخيل يظن الأمر حرصا والأبله يضع نفسه فى عداد الطيبين من يبحث عن التسلية يتخيلها حبا ومجرد الاعجاب بالمظهر يطلقون عليه العشق نصف الصادق بأنه احمق المنافق من وجهة نظرنا دبلوماسى ضاعت المعانى فى زحام الكلمات ..اختطلت الحروف وكونت مزجا ..مسخا من قاموس جديد ... مزج الحق بالباطل بل قلب الحق الى باطل وضاعت اجمل المشاعر .. نحترم من يملك اكثر رغم ان املاكة له وحده.. ننظر للبدلة ولا نعبأ بأحوال الرجال داخلها ..ننفق على مستحضرات التجميل أكثر و نشترى الكتب الأقل .. نسرف فى كلمات المجاملة ونقصر فى الاداء الفعلى .. نتقرب ممن لا يحتاجنا ونبتعد عن الأجدر بالرعاية ... نعيش فى البيوت تجمعنا جدران صلبة .. قوالب طوب ولا تضمنا أحاسيس ... يبردنا مكيف ونحصل على الدفء من دفاية يفتننا الزيف ... ويغفلنا الرياء ... نظلم انفسنا تناقضات كثيرة تجتاح الشارع اليوم, وقد تداخلت في بعضها البعض التناقضات تعنى أن هناك خلل أصاب الثوابت فى حياة الناس من قيم ، وأخلاق، وسلوك، وفكر ألكثير منايشعر أنه يعيش أحط عصور التاريخ , لا اعتقد أن هناك فترة في تاريخنا كله تتشابه مع هذا الزمن فإن كان زماننا رديئا فنحن الذين صنعنا الزمان, لا ينبغي أن ندين الزمان فنحن الذين بايعنا قصار القامة ..ونحن الذين صافحنا الأيدي المشلولة وصدقنا العقول الكسيحة وصمتنا أمام كل صاحب قرار خاطئ, نحن المسئولين عن صناعة أصنامنا شاركنا بصياحنا..وأقلامنا.ومدائحنا ....شاركنا بسكوتنا المهين وصمتنا المشين تساوت أمام أعيننا أ ثواب المهانة والكرامة بعنا أنفسنا لكل شيطان جديد . وكما يقال الشعوب تصنع الطواغيت والدكتاتوريات ..انظروا إلى نزيف الأقلام وكم كان يتدفق تحت أحذية الحكام والدجالين والكهنة وأصحاب القرار ، هل هناك أسوأ من أن نقول للأجيال أن ضوء الصبح يملأ أرجاء بلادنا رغم أن الشمس غابت من سنين ، هل هناك أسوأ من أن نقول إن قرارنا في أيدينا ..وهناك عشرات الأيدي الخفية تحركنا كعرائس الأطفال! يجب علينا ان لا نلوم الزمان ..فنحن الذين صنعنا الزمان ،نحن الجلادين والمأجورين والقتلة ..نحن الأنبياء ودعاة الفضيلة ..نحن من حملنا على أعناقنا أحذية كثيرة ...ولهذا نستحق كل ما حدث لنا فالشعوب العظيمة لا تقبل أن تعيش كالفئران المذعورة في الحُفر، إنها تحب أن تكون عالية الرأس , مرفوعة الجبين زماننا قتل كل شيء جميل في أعماقنا ..اصبح الحق ضلال والزيف صدقا ..وقضايانا آلتي عشنا بها ولها ترنحت أمامنا شهيدة تحت سياط الطغيان والتسلط ..كل الأحلام الجميلة آلتي عشت في خيالنا في مستقبل أفضل وإنسان أكمل أراها أطلال تحاصرنا أننا نعيش زمن الموت، الموت الحقيقي أن تتساوى لحظات المجد ولحظات المهانة ..وقد تساوت والله في زماننا الكئيب، الموت الحقيقي أن تتحول الصفعات إلى قبلات ونفقد قدرتنا على أن نميز بين الأيدي التي تصافحنا والتي تصفعنا، الموت الحقيقي أن يتساوى صمتك مع كلامك ،الموت الحقيقي أن نصفق لمن ألبسونا أثواب المهانة وهم يعلمون وباعوا كرمتنا وشموخنا ونضارة عمرنا. أصبحت قلوبنا مجهدة نزفت منها دماء كثيرة في شوارع السياسة ودهاليز القهر والفقر، قلوب حلمت ولم تحقق حلمها، إنها قلوب لا تدق ولا تنبض ولا تتحرك، إنها قلوب داست السياسة والفقر والصراع على كل جزء فيها . وقف الدجالون والمرتزقة واللصوص والأعلى صوتا فوق رءوس الجميع يعلنون قيام دولة الجشع والتحايل وسقوط دولة القيم والعدل والأخلاق ..لم يجد الشرفاء طريقا غير أن يجلسوا على بقايا أمانيهم ينتظرون زمانا أكثر عدلا... ورحم الله الامام الشافعي حين قال : نعيب زماننا والعيب فينا .....ومالزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ..... ولو نطق الزمان لنا لهجانا دنيانا التصنع والترائي ......... ونحن نخادع من يرانا وليس الذئب يأكل لحم ذئب ........ ويأكل بعضنا بعض عيانا لبسنا للخداع مسوك ضأن ....... فويل للمغير اذا أتانا وليس الذئب ياكل لحم ذئــب ....... وياكل بعضنا بعض عيـانا