بسمة الصباح ... صباح الخير ... التواضع ... لا يملك الفرد معنى التواضع الا اذا ادرك قوة الله تعالى وعرف عنه صفاته واسماؤه فينكسر حينها القلب محبة لربه وتلين النفس فترتدي ثوب الرأفة ويمشي في الارض مختالا بقوة ربه عز وجل ... وطبعا هناك فرق بين التواضع والانبطاح والخنوع فالاول هو قوة في العطاء وسيف للحق يقطع فيه كل باطل رحمة بنفسه وبغيره بشموخ الانسان لاخيه الانسان الذي يتساوى معه في معالم الخلق حبا بالخالق الذي ساوى بين البشر ليكونوا امامه صغارا وبالتالي فان الشخص حين يتذكر هشاشة وجوده يبتعد عن التكبر و ال٩تعالي عن اقرانه فالرسول صل الله عليه وسلم كان على قدر كبير من التواضع فنجده في بيته يسعى الى مساعدة ازواجه وكذلك مع اصدقائه لانه عرف الله قادرا كبيرا عاليا وبالتالي عليه أن يخضع لأوامره فيكون متواضعا لعبوديته الذي يتساوى مع غيره من الناس اما الانبطاح والخنوع فهو الذي يسير في الحياة بدروب المصالح بانحناءة ذليلة مهينة للنفس وللطبيعة البشرية ولا تعلم من اسمها سوى الخوف من دنيا الاقوياء فتطيح بمن هم اقل منها مكانة بطريقة من التجبر والتكبر الفارغ الذي يقضي عليه في نهاية الامر ولا ننسى ماجاء به الله تعالى ( ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) ... اذاً التواضع حضارة للانسان وللمجتمع لانها تؤدي الى بناء جسور من الحب والقوة بين البشر وطبعا هذا لن يتحقق الا اذا سافرنا الى الخالق برحلة على بساط من الايمان المطلق ... صباح التواضع ... صباح الخير ... حسين علي يوسف عبيدات