بسمة الصباح ... صباح الخير ... مطر وريح وعاصفة وخوف وفرح هي اسماء الشتاء بهم يتكون الفصل ومنهم يأتي الخير والانزواء في احضان الجدران ... وتبدأ حكاوي البشر وهم يلتحفون الاغطية السميكة التي تمسك بالرأس حتى اخمص القدمين بالرغم من زغرودة المدفأة بلسانها الاحمر السليط بالدفء حكاوي وطرائف يشترك بها الكبير والصغير في عتمة الليل الطويل ومع نوم قمره وهدوء الزحمة تهتز الغرفة من اهات الفرح الذي أطل من قصة جميلة جرت او من ضحكة طويلة لطرفة قيلت وصاحبها يتلوى من التعب والسهر والبرد أرادها وداعا ليهرع الى الفراش مندسا تحت كومة من الاغطية لتطرد البرد من جنباته ويبقى على هذا الحال حتى يصيح الديك في لحظة بزوغ الفجر ولكن ديكنا يستيقظ ويصيح كلما انتشر ضوء الشارع بالكهرباء فالديك العربي فقد ذكاؤه وأصبح يصيح عند أول اشارة ضوئية تنطلق في الدروب بالرغم من انه في كل مرة يقسم على التعلم من خطأ الماضي ولكنه يقع في نفس الخطأ ويستيقظ كلما لاح النور في عينيه حتى اصبح في نهاية الامر غير مبال بذلك لان مهمته تبدأ مع بزوغ الضوء سواء ضوء الفجر او ضوء اخر ... فالجميع صار يعمل وفق معطيات تفرض عليه ولهذا نجد الريح والمطر و العاصفة مصدر خوف لانها عصية على الحضور بالرغم من انها للشتاء هي الشتاء حتى وان ارتدى ثوبا جديدا في يومنا الحاضر ولكنه قد يعود الى حلته القديمة فيكون هو الشتاء في كل الظروف كما هو الانسان ومعطيات حياته وقوة تدبره للخنوع وضيق سعة رؤيته فهو كالديك ... صباح الشتاء ... صباح الخير ... حسين علي يوسف عبيدات .