top of page
صورة الكاتبAdmin

الإسلام يضيء معالم الهند - د.صالح العطوان الحيالي -العراق


الإسلام يضيء معالم الهند " الهند تحت الحكم الاسلامي 800 سنة" .كانت الهند قديمًا تضم كل من الهند، وباكستان، وبنجلاديش، وسريلانكا، والمالديف، وانتشرت فيها الهندوسية والبوذية، وقليل منهم اعتنق النصرانية أو اليهودية. وكان للعرب صلات تِجاريَّة معها، وقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك "ماليبار" يدعوه إلى الإسلام. ويُرْوَى أن ملك "كدنغلور" زار النبي صلى الله عليه وسلم، كما وصل الدعاة إليها. وفي عهد الراشدين وصلت قوات إلى شمال بومباي، وفي خلافة معاوية أرسل جيشًا إلى السند، فأُرْسِل في خلافة عبد الملك بن مروان محمد بن قاسم لغزوها، فبدأ في فتحها، وكان ذلك بداية انتشار الإسلام فيها، وكاتَبَ عمرُ بن عبد العزيز ملوكَ السند فأسلم بعضهم، وفي عهد هشام بن عبد الملك تم القضاء على الفتن، وفي الخلافة العباسية ظهرت الاضطرابات؛ ففي خلافة هارون الرشيد ولَّى العديد من الولاة على السند حتى وصل عمر الهَبَّاري إلى حكمها فأطاعه الناس، ولما ضعفت الخلافة خضعت للسامانيِّين، ثم جاء محمود الغزنوي ونشر الإسلام حتى أسلم ملك كشمير على يديه، وبعده تناحر الغزنويُّون فتَمَكَّن منهم السلاجقة، ثم التركمان، ثم الْغُوريُّون، ثم المماليك, فحفظوا الهند من هجمات المغول، ثم بدأ حُكْم الخَلْجِيِّين، وجاء في أواخر الدعوة لإعادة الهندوسيَّة، ثم تفكَّكَت الهند إلى ستِّ دُول؛ حتى جاءت أسرة اللوديين فاستعادت سلطنة دِهْلَى مكانتها، ثم ضعف اللوديون، فبدأ حكم المغول وهو يُعْتَبَر الحكم الأخير للمسلمين في الهند, فقرَّب جلال الدين أقوى ملوك المغول إلى جانبه زعماء الهنادكة، فأصبحت مملكته تشمل الهندَ كلَّها، عدا الطرف الجنوبي فكانت تحكمه ممالك بيجابور وكولكنده الإسلاميَّتين، وفيجايانكر الهندوسية، فأراد إنشاء عقيدة تجمع كل الأديان فوقف في وجهه العلماء. وبدأت أطماع البرتغاليين فتمركزوا على ساحل الهند الغربي، ونشط الهولنديُّون، وتحرَّك الفرنسيُّون، ولَحِقَ بهم الإنجليز، فأصدروا مرسومًا مَلَكِيًّا بتكوين شركة تِجاريَّة إنجليزية في الهند، فبدأت بأكشاك صغيرة، ثم جعلوا لها حرسًا من الإنجليز، فتكون الجيش، وبدأ القضاء على الدولة المغولية، فتمَّ الاعتراف بحكم الشركة على البنغال وأوريسة وبهار، وتم بناء مستعْمَرَة تِجاريٍّة في كلكتا، فوقف حاكم (ميسور) في وجههم، فتحالفوا مع المرهتا، إلا أنه استطاع هزيمتهم، فعاهد الفرنسيين، واتَّفق معهم على الدفاع المشتَرَك، فتوفي فجمع الحاكم العامّ للشركة جيوش الشركة والحلفاء، فانتقل الحكم إلى التاج البريطاني بدء ظهور الإسلام في الهند ـــــــــــــــــــــــــــــــــ عندما ظهر الإسلام أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك "ماليبار" في عام (7هـ = 628م) رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام, ويُرْوَى أن "تشيرمان برمال" ملك "كدنغلور" قد زار النبي صلى الله عليه وسلم، كما وصلت إلى بلاد "ماليبار" جماعة من الدُّعاة المسلمين العرب، على رأسهم مالك بن دينار وشرف بن مالك، ونزلوا في مدينة "كدنغلور"، ثم جابوا جميع أنحاء كيرالا داعِينَ إلى الإسلام وبنوا العديد من المساجد ،ومع ازدياد الحركة التِّجاريَّة بين شبه الجزيرة العربية وشبه الجزيرة الهندية في صدر الإسلام كان للتجار المسلمين الفضل في نشر الإسلام من خلال معاملاتهم بأمانة وصدق مع أهل هذه البلاد, حيث وَجَدَ الإسلام في الهند أرضًا خصبة سهلة، فأصبح في كل ميناء أو مدينة اتَّصل بها المسلمون جماعة اعتنقوا الإسلام، وأقاموا المساجد، وباشروا شعائرهم في حُرِّيَّة تامَّة لمَّا كان للمسلمين والعرب في ذلك الوقت من منزلة عند الحُكَّام باعتبارهم أكبر العوامل في رواج التجارة الهندية التي كانت تدرُّ على هؤلاء الحكام الدخل الوفير كما انتشر الاسلام بسبب وفود التجار العرب المسلمين إلى الهند وبدأوا بالدعوة لدينهم عبر جماعات دينية تؤدي شعائرها بحرية لما كانت تتمتع به الهندوسية من تسامح مع كل الرسائل التبشيرية وإيمانها بحرية المعتقد الذي لا يتعارض مع وجودها.. وكان هذا يساعد أيضاً على رواج تجارتهم وازدهارها وانتشارها في كافة الدول المسلمة!. وفي عهد الخلفاء الراشدين أرسل عمر بن الخطاب إلى الهند عثمان بن أبي العاص للهداية إلى الدين الاسلامي، ثم أرسل عثمان بن عفان أحد قادة جيوشه عبدالله بن عامر بن كريز لخبرتة بالهند وكيفية نشر الدين الجديد، وفي عهد علي بن ابي طالب أرسل الحارث بن مرّة العبدي إلى الهند فعاد بالغنائم والثروات، كما أرسل معاوية بن ابي سفيان إلى الهند المهلب بن أبي صفرة على رأس جيش لغزوها ونشر الدين الإسلامي فخاض قتالا عنيفا فيها ولم تفلح استخدام القوة! ثم كررت المحاولة في فتح الهند أثناء الخلافة الأموية ومن بعدها العباسية التي كانت فتوحاتها جادة وكان الغزنويين وعلى رأسهم محمود الغزنوي التركي في القرن العاشر الميلادي الذي فتحها واستولى على ثروات الهند وجواهر معابد الديانات الهندوسية التي كانت رمزاً لها, وبفضلها أصبح أغنى ملوك عصره إلا أنه أجمع أحقاد الولايات والأقاليم الهندوسية عليه, رغم ذلك استمر الغوريون بحكمهم على الهند مدة ثلاثة قرون. ثم جاء المماليك وكان أبرزهم السلطان «قطب الدين أيبك» الذي كان ظالما وقاسيا لسفكه دماء الهنود دون رحمة وذلك ما نهى عنه دين الإسلام إلى أن قتله إبنه محمود بن طغلق, ولكنه كان سفاحا كأبيه واستمر بطغيانه على بلاد الهند حتى ضعفت وانهارت وتفككت بعد أن غنم ثرواتها ثم خلفه ورثتِهِ، وأتى بن بلبن الذي أرسى العدل في البلاد إلا أن الهند تحولت بعد موته إلى مرتع لغزوات الدول المجاورة فأحكم المغول سيطرتهم عليها في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، وكان جنكيز خان أهم أباطرتها قد أشهر إسلامه وضم بلاد الهند والسند إلى إمبراطوريته وتسامح مع الديانات الأخرى «الهندوسية، البوذية، المسيحية واليهودية» وممارسة معتقداتها وطقوسها وشعائرها بما لا يتعارض مع الدين الإسلامي ، محدثاً بذلك تحول ديني وديموغرافي مهم مما ساعد في ازدهار بلاده ونشره الفنون الهندسية وبناء المدن والمساجد العريقة والقلاع والحصون والقصور بمزيج هندسي يفوق الوصف فارسي, صيني, هندي, أوروبي, تركي وروسي، لاصطحابه الفنانين من تلك الدول معه إلى الهند وكل الأراضي التي ضمّها إلى أمبراطوريته. إلا أن هولاكو كان أعتى غزاتها وأظلمهم, فأحرق معظم القصور والمساجد والمعابد وصولاً إلى بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين فقتل الآلاف من شعوبهم وأحرق أكبر مكتبة للعباسيين في بغداد في عام 1258م، وكانت زاخرة بشتى أنواع العلوم والأداب، مما دفع ابن عمه بركة خان المغولي إلى شن حملة عسكرية عليه وساعده فيها المماليك وقضوا عليه في معركة عين جالوت )1260م( بعد أن قتل الخليفة العباسي المسلم، وأبعدوا شبح المغول عن احتلال المنطقة العربية من جديد، واستقروا في بلاد الهند يبنون أهم امبراطوريتهم بعد أن غزاها تيمورلنك وأمعن بها قتلاً وتدميراً وحرقاً سنة 1405م وكان يحكم الهند آنذاك «غياث الدين بن بلبن» فهزم تيمورلنك وأبعده عن بلاده نحو دمشق, إلا أن المغول عادوا إلى الهند بقيادة «بابر» حفيد تيمورلنك من أبيه, وحفيد جنكيز خان من أمه. وأسس أمبراطورية المغول في الهند, ثم جاء من بعده إبنه همايون, الذي أعجب بالفن الفارسي وبنى المدن الهندية والمساجد والقلاع والقصور على طرزها, ثم جاء من بعده إبنه السلطان أبو الفتح جلال الدين أكبر )1540-1605م( الذي أرسى تعاليم الإسلام وحكم بالعدل والشورى وأزال طابع الهمجية عن أسلافه, وذلك بفضل سياسته الحكيمة متحديا كل غزاة إمبراطوريته, فلم يتدخل بالنزاعات الداخلية بل إنصرف إلى حكم رعيته ونشره الدين الاسلامي وقام بدورا حكيما ببسط سلطته على كافة الأقاليم الهندية بالعدل والحكمة بين الديانات موازيا في حرية ممارسة شعائرهم الدينية إلى جانب الدين الاسلامي دون إكراه في الدين. فتوحّدوا إلى جانبه يدافعون عن أمبراطوريته حتى سيطر على كافة سواحل الهند أمنا من الغزوات الساحلية بفضل اتحاده مع الولايات الهندوسية, فاعتبر من أهم علماء المسلمين والمبدعين المغوليين في عصره قاطبة منذ القرن 12م وحتى القرن السادس عشر ميلادي المعاصر له, محققا بحكمته النصر والولاء لأمبراطوريته المغولية في الهند, وانصرف لبناء المساجد متفننا بهندستها وزخرفتها مازجا بين كل الطرز الاسلامية والصينية والفارسية والهندية, لتظل تحفة إلى يومنا هذا تحدثنا بأمجاد سلاطين المغول المسلمين خاصة العادلين منهم,كما أنجز أهم مكتبة جمعت بين الترجمات السنسكريتية والفارسية واحتوت على أهم المخطوطات المميزة بخطوطها وزخرفتها, واعتبر مكتبته هذه كنوزه الروحية وأهم ثرواته, احتوت على أكثر من 24 ألف كتاب, وأصبحت أعظم مكتبة في بلاده وبلاد الفرس وما بين النهرين, وترجم معظم أدبه إلى اللغة الفارسية, أشرف بنفسه على ترجمة ملحمة «المهابهارتا» الهندية، وأثنى على رايته الأدبية كل ملوك عصره الغربيين والشرقيين، الأعداء والأصدقاء لإحلاله السلام بين كل دول العالم خاصة في سعيه لإيقاف مذبحة المسلمين من قبل محكمة التفتيش الاسبانية، كذلك محاولته إيقاف المذابح بين المسيحيين في فرنسا. وشيد ضريحا بهندسة فائقة الدقة والعظمة للزاهد المتصوف «سليم الشستي» تقديرا لزهده وتقواه، والذي حج إلى مكة أربعين مرة، نصفها سيراً على الأقدام، واستمر على نهج أكبر أبنائه من بعده إلا أنهم لم يوازوه عدلا وحكمة بل فنا وهندسة في البناء فجاءت المساجد والأضرحة بفنها وعبقريتها تعد من الأعاجيب السبع كضريح تاج محل الذي بناه شاه جهان, وغيره من المساجد والقصور والقلاع والتي سنتحدث عنها لاحقاً. ثم اتى من بعده أورانجزيب أو عالم كير الذي قوّض حكم المغول وساعد على تفتيتها بإثارته الفتن الطائفية بين المسلمين والهندوس على حد سواء مما جعل شركة الهند الشرقية البريطانية تستولي على الحكم بعد ان حولته إلى مجرد موظف لديها ويأتمر بأمرها.. واستمر الانكليز في استعمارهم للهند حتى نالت استقلالها بفضل «ألمهاتما غندي» الذي حررها باللاعنف عن طريق اعتصامه صوما لأشهر عديدة إلا أن يد الغدر اغتالته بأيد رجل من طائفة السيخ لإثارة الفتن الطائفية من جديد, إلا أن موته كان سببا لطرد البريطانيين المستعمرين من بلاد الهند, لتصبح من أكبر الجمهوريات في آسيا وأكثرها قوة وصناعة. المسلمون في الهند ــــــــــــــــــــ شكل الهنود المسلمين نسبة لا تتعدى 27% من سكان الهند 2006م حسب تقرير سيجار, من أصل عدد السكان في الهند الذي يبلغ مليار ومليوني نسمة، ويشكل المسلمون منهم مائتي مليون نسمة، وهي تعتبر أكثر دولة فيها مسلمين بعد إندونيسيا، والعدد يزداد كثيرًا ونسبتهم جيدة لما يشغلوه من مذاهب وطوائف متعددة، ويعمل منهم حوالي 5% بالوظائف الحكومية، ويتوزع الباقون على مختلف القطاعات التعليمية، والمواصلات، والمستشفيات، القضاء، والداخلية، والصناعة والتجارة والسينما، وقطاع الاتصالات والتكنولوجيا، وغيرها من القطاعات المهمة. واحتلوا المناصب المرموقة في الحكومة والشرطة والإدارة، وبنوا المدارس والجامعات الاسلامية، إلى جانب المساجد التي بلغت عشرات الآلاف إضافة إلى بناء الكثير من المقابر والأضرحة فيها أيضًا. أهم المساجد الإسلامية في الهند مسجد مالك بن دينار ـــــــــــــــــــــــــــــــ: أول مسجد في الهند، بناه الحكيم مالك بن دينار في القرن السابع ميلادي في مالابار أو ما تعرف اليوم ب «كيرلا»، وكان يؤمه المسلمين العرب القادمون من البلاد العربية من دمشق والموصل وبغداد ومن شبه الجزيرة العربية وبلاد فارس ومعظم الهنود الذين اعتنقوا الاسلام على أيدي التجار العرب الذين تمركزوا في سواحل الهند وجنوبها وجزرها. وقد بنى مالك بن دينار 11 مسجد في أنحاء كيرالا في ذلك الزمن وهي أولى المساجد في شبه القارة الهندية وكان أهمهم مسجد كدنجلور المعروف الآن باسم مسجد شيرمان، ولايزال عامراً بالمصلين والزائرين ومنشداً للباحثين والسياح وكانت كيرلا أول المناطق التي وطأها المسلمين لنشر ديانتهم في القارة الهندية وبنوا فيها مساجدهم. مسجد ومنارة قطب منار ـــــــــــــــــــــــــــــ: بدأ السلطان المملوكي التركي قطب الدين أيبك الذي أسس سلطنة دلهي، ببناء أكبر مئذنة للصلاة في عام 1139م, عرفت بـ «قطب منار» وكانت ملاصقة لمسجد «قوة الاسلام», وتم بناؤها على شكل هندسي مضلع ويتألف من عدة طبقات عالية ومرتفعة جدا ولها ثلاث شرفات، إلا أنه لم يكمل سوى الطبقة الأولى منها, ثم أضاف إليها ثلاث طبقات خليفته السلطان التركي «ألتمش» وبعدها جاء «فيروز شاه تغلق» وأضاف الطبقة الخامسة للمئذنة في عام 1368م لتغدو في ذلك الزمان من أكثر المآذن ارتفاعا في الهند وأكثرها عظمة وفنا وهندسة، لاختلافها عن الطرز المعمارية السائدة في ذلك العصر، وبلغ ارتفاعها 72.5 متر، ويصعد إليها من الداخل بدرج حلزوني مؤلف من 379 درجة تصل المؤذن والزائر إلى قمة المنارة أو المئذنة للصلاةط, ويبلغ قطر المئذنة عند القاعدة 14.3 أمتار وعند أعلى القمة 2.7 متر، واستخدمت الأحجار الرملية الحمراء في بنائها وهي مستخدمة في معظم القلاع والحصون والقصور لاشتهار الهند بهذا النوع من الأحجار الرملية الحمراء، وكذلك نقلوا أحجار المعابد الهندوسية للطائفة الجاينية القريبة منه لاستكمال بنائه، وعنى الفنانون بزخرفته من الداخل بنقوش زهور اللوتس واللايات القرآنية ليجمع بين أسلوب العمارة الهندية والفارسية والاسلامية، وكانت الغاية منها التي عزم على تشييدها قطب الدين ايبك هو تخليد اسمه والمسلمين، إلا انها رغم رمزيتها لتأدية الصلاة والإعلان عن أوقاته إلا أنه عزم على تشييدها على أنقاض البرج الأحمر لمدينة دلهي القديمة المعروف باسم «لال كوت» الذي بناه حاكم إمارة دلهي «راي بيثورا» عام 1180م. قبل احتلال المماليك لإمارته. يضم قطب منار مباني عديدة إضافة الى المسجد الملاصق له ومنها ضريح للسلطان «إلتمش» في عام 1235م. كما برز بين المباني أعجوبة العمود الحديدي الأول لارتفاعه إلى سبعة أمتار متحديا عوامل الطبيعة والزمن إذ يعود تاريخه إلى القرن السابع ميلادي ونصّبه الراجا كوبتا للإلهة فيشنا الهندوسية رمزاً لتقديسها، ومازال حتى يومنا هذا مواجها لرطوبة مناخ الهند ومتحديا الصدأ. مسجد قوة الإسلام ـــــــــــــــــــــــ: الذي شيد ما بين عامي 1191-1196م. وشكله الهندسي مربع وتعلوه القباب, مؤلف من قاعة كبيرة للصلاة في جهته الغربية ترفعه سلسلة من الأقواس والأعمدة, وله ثلاث إيوانات, وإيوان متجه نحو القبلة, وإيوانين على الجانبين وثلاث أروقة من الخلف، وجرى ترميمه وتوسيعه في عهد السلطان الأقمش في عام 1230م، وأصبح المسجد بعد التوسيعات مؤلف من ثلاث صحون: صحن المسجد الرئيسي, وصحن من جهة الشمال، وصحن من جهة الجنوب، ليصبح من أجمل المساجد الطغلقية و لم يبقى منه الآن سوى الهيكل الرئيسي وبعض الأعمدة والجدران وزخرفاتها التي تجمع بين الطرز الهندية من زهرات اللوتس والفيلة والطاووس والزخرفات الاسلامية من الآيات القرآنية ليشكلا وحدة فنية رائعة، وهناك مسجدان يماثلانه بالطراز هما: مسجد خيركي ومسجد كالان في منطقة نظام الدين، وهما متشابهان يشتملان على أربعة صحون موزعة بشكل منظم على كل مساحة المسجد, ويشبهان معظم المساجد الهندية المتعددة الصحون وذلك لاحتواء عدد كبير من المصلين لكثافة السكان المسلمين في العاصمة الهندية. مسجد الجامع الكبير ـــــــــــــــــــــــــــــ: بناه شاه جهان في عاصمة الهند القديمة دلهي، يقع في بداية شارع شاندني شوك المزدحم , ويعد مركز شعبي يؤمه المسلمون من جميع الطبقات للصلاة في الجامع الذي يعرف باسم «جاما» يعد هذا المسجد أكبر مسجد في الهند، وتم بناءه سنة 1658 للميلاد، في عهد الملك المغولي «شاه جهان»، وتبلغ مساحته 1200 متر مربع، ويتسع مسجد دلهي الكبير لـ 250.000 ألف مصلي وفي الأعياد الاسلامية الرسمية يصل عدد المصلين في هذا الى 500 ألف مصلي. وبني على قمة عالية يصعد إليه بثلاث طبقات من المدرجات تفضي بالمؤمنين إلى الدخول من أبواب الجامع من ثلاث جهات، إلى ساحة المسجد الكبيرة والشاسعة الاتساع, وتعلوه ثلاث قبب مرمرية على الطراز المغولي الإسلامي ومنارتان عاليتان تشاهدان من كل ضواحي المدينة, وهو مبني من الحجر الرملي الأحمر، كما يحتوي على فناء فسيح تقع وسطه بركة ماء، ويشمل المسجد أيضا عدة آثار قريبة من البوابة الشمالية، فهي تتضمن نسخة القرآن مكتوبة على جلد الغزال. ضريح تاج محل ـــــــــــــــــــــــ: بناه شاه جهان تخليدا ً لذكرى زوجته ممتاز محل، وهو من المرمر الأبيض الشفاف والذي يضيئه القمر والنجوم ليلا والشمس نهارا, اعتبر من الأعاجيب السبع لعبقرية هندسته وزخرفاته الفنية ونقوشه المرصعة بالأحجار الكريمة, بدأ بناؤه في عام 1632م. بعد وفاة زوجته بعام لإنشغاله بالحروب واستمر بناء هذا الضريح حتى 1648م. وجمع هذا الضريح بين جمالية الفنون الهندسية الفارسية والمغولية والهندية والعثمانية والإسلامية إلى جانب طرزها الزخرفية ونقوشها الفنية، حيث استقدم شاه جهان مجموعة من عباقرة المهندسين المعماريين و20 ألف عامل لتشييده ليصبح درة بيضاء مشرقة، وقد استقدم المعماريون والحرفيون الفنانون إلى آكرا من بغداد واستعان بمهندسي القصور العثمانية في تركيا، أما مصممي الحدائق جاؤوا من كشمير، والخطاطون من شيراز، والبناؤون والنحاتون وحرفيو الجص ومصممو القباب والحجارون من بخارى والقسطنطينية، إضافة إلى المبدعين من الفنانين المغول والهنود من جيبور الذين برعوا في تنزيل المينا المشهورين بها من الأحجار الكريمة على الماربل الأبيض واستخدامهم لأكثر من أربعين نوع من الأحجار الكريمة والنصف كريمة من الكريستال، ليغدو الضريح تحفة فنية تضاهي الأعاجيب السبع بجماليتها.وعرف من أهم المهندسين المصممين لتاج محل: المهندس التركي عيسى أفندي، والمهندس محمد سيازي خان من بلاد فارس، ومخططي المشروع محمد خان من شيراز وعبد الغفار من مولتان, والمصمم الداخلي المهندس قادر زمان من الجزيرة العربية. وقد كلف خزينة الدولة أربعين مليون روبية, وبنى إلى جانبه المباني من قصر الضيافة ومسجدان يقابلانه من كل ناحية وقد تم بناؤهما من الحجارة الرملية الحمراء، وأجمل الحدائق الغناء في سنة 1653م. التي كانت ملتفة حول الضريح وتسمى شارباغ وتصل مساحتها إلى 300 متر مربع. وتقوم الحديقة على الممرات البارزة التي تقسم كل جزء من أجزاء الحديقة الأربعة إلى 16 روضة منخفضة أو حوض زرع، كما يوجد حوض ماء مرتفع في وسط الحديقة بين القبر والمدخل تتخلله النوافير المائية الجميلة, وهو يقع على ضفة نهر يامونا وجعل شاه جهان الضريح مقابل قصره وقلعته الحمراء حيث سجنه إبنه فيها مدة خمس سنوات لم يستطع أن يزور خلالها ضريح زوجته بل كان يكتفي بمشاهدة الضريح ورثاء زوجته من خلال مرآة صغيرة حتى مماته!..


١٦ مشاهدة٠ تعليق
bottom of page