ميزان الرضى . - حسين علي يوسف عبدات
------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... ميزان الرضى ... سألني احدهم كيف اعيش سعيدا راضيا مرضيا فقلت هذا محال لانك تبقى تبحث عن اشياء تهواها النفس ويرغبها العقل حتى تفنى بالموت ولكن تعلم عدة اشياء لكي تدرك كيف تحيا الايام دون منغصات ... المك وفرحك وحزنك وذاتك لن يقف معهم سواك وكذلك احلامك وامالك لن يسعى اليها غيرك قد تجد يد العون من القريب والغريب ولكنها قصيرة سرعان ما تمل فتعود الى ذاتها لذلك اعتمد على نفسك واعشقها وخذبها الى بر الامان وقم بالاعتناء بها حتى تستطيع تجاوز المحن وقد تسأل كيف تعنى وتحب وتدلل النفس فأقول لك : ابعدها عن الحرام والجمها الشهوات وتنفس هواء المحبة مع البشر والحجر والشجر تلقى بياض الفؤاد وعافيته ... واجعل النفس تنمو في دائرة الاحسان حتى تكون محسنا في كل الحالات ولكل الناس تثمر الخير في الدنيا والاخرة ولا تنسى صدقة تمر بين صفوف الفقراء لوجه رب العباد فهي تطفىء من غضبه وتنمو الصحة في عمرك وابعد عن الاساءة واضمر الجمال في عقلك و استنشق هواء الستر غطاء لغلطات الناس ترى لحاف الطمأنينة في وحشة وحدتك ووجعك لان اقرب البشر لن تراهم في سقمك فاغتنم شبابك خيرا لهرم ستلوذ به في اخر العمر واعلم بان مكر الغير سيهزمه مكر الله لو انك عشت منه مخافة في عملك وبصرك ولسانك وجئت بالنفس الى مكامن الخير بيوم هو لك وغده للخالق وامسه قد مضى وولى مدبرا ولا تكن للعالم محاسبا قبل أن تحاسب ذاتك ولا تلمز الناس بالشبهات قبل دليل في يدك نصرة للحق دون سواه ... نفس وماسواها فيها الفجور والتقوى فدلها للتقوى بدلال ومحبة واعتني بالله ذكرا ومحبة وطمعا وخوفا حينها قد ترى السكينة والسعادة والرضى ... صباح الرضى ...صباح الخير ...