فطرة الله في خلقه - حسين علي يوسف عبيدات
---------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... الدنيا .. و أنا .... يصيح الديك للفجر صباحا فرحا وهو يدرك بانها قد تكون اخر تحية له في الدنيا التي تحمل حربة الموت على رقبته ولكن الامل في عمر جديد يدفعه لقبلة الصباح وطبعا هي الفطرة التي خلقها الله بالكائنات الصم والبكم فكيف بالبشر الذين ساروا بالدنيا بنعمة العقل ... الا يتدبرون ويتفكرون من بعض الآيات التي يرونها حياة ليتعلموا كيف يبنون الحياة ... الا يشاهدون حركة الطيور وهي تبني اعشاشها وتجلب رزقها في بواكير اليوم ... او انهم يدخلون قليلا الى قاعة المحاكمات عند الغربان ليروا كيف ينفذون احكامهم على من غادر قوانينهم وابتغى طريق الخراب او انهم يقفون برهة ليروا عمل النمل الدؤوب وتكاتفهم في حمل وتخزين الحبوب في بيوتهم المحفورة تحت الارض بطريقة تجعل العقل في حالة انبهار للتكوين والتوزيع الهندسي للغرف الخاصة بالطعام والنوم وللفرار حين حدوث خطر داهم او لينتقلوا الى عالم النحل ويبصرون بعضا من الية عمل الأفراد والملكة لتتشكل في النهاية خلية رائعة في تكوينها او ليسافروا قليلا الى مضارب البدو لينظروا الى رحلة الراعي لاغنامه بصحبة الكلب وكيفية حركة الغنم مع الراعي وحارسهم ... صور وآيات عدة تنذر الشخص بالدليل على مصادر نعمة الحياة والية تشكيل الامل والفرح والنجاح والخير لو امتلك ذرة من الوعي في مراقبة ودراسة تلك الظواهر التي لم تأتي من عبث وانما جاءت هي والانسان لعبادة الخالق خالق العالمين ... من خلال جملة من الابواب تقوم على اساس من اعمدة الخير القائمة على التفاؤل و التعاضد والتسامح والمحبة والعمل فالله لا يضيع اجر من احسن عملا ... ولا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ... يا أيها إنا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله أتقاكم ... و لاتقنطوا من رحمة الله ... من شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر ... وفي انفسكم افلا تبصرون ... رب يعبد وفي آياته دستور للخير بين البشر ... صباح الحياة ... صباح الخير ...