شيطان الضمير - حسين علي يوسف عبيدات
-------------------------------------
بسمة الصباح ... صباح الخير ... شيطان الضمير ... سئلت فيما اذا كان هناك تزواج دائم بين البيئة الخارجية والنفس ...؟ وما هو الانعكاس على عملية الانطلاق اليومي ...؟ وكيف نقبض على النفس من براثن المؤثرات ...؟ فقلت :ظلام حلم يعصف بجناح أمل مخنوق مقتول ...وأمل في النفس تصارع عظم الصدر للهروب والقلب يعزف إنشودة الوداع دون الحان ... وعقل يقوده صراع بقاء موت الحياة ... ظلام وظلام والنور ظلام ... فعاد السؤال يقول : اقطع ... اخرج من دائرة الخارج والزم سكينة النفس بعيدا عن ضوضاء العالم واجعل الأمل مسلكا والفرج مخرجا والحب طريقا واترك مطحنة الحياة للحياة وارسم شعار النفس للنفس عنوان دهر أكلته ذئاب نفس هدامة ... او امتطي صهوة جيادهم في الكذب والنفاق والرياء تحلو نور الدنيا في روحك فتشمخ بالفرح او يحلو صمت النفس دون قتال وصراع ... ويصبح زواج النفس للجسد أبديا ... قف هنا ايها السائل المتسائل في جوابك للسؤال وقل هل تخاطب انسانا ام حيوانا ... هل تخاطب روح صماء جامدة عمياء بكماء ام روح تثور وتسافر بالحلم والامل من بيتها لبيت اكبر تلتقي فيه بأرواح اخرى كما يصب النهر في البحر بقبلة عشق ودفء فيها من العتاب والخصام والتذمر واللوم والفرح والحزن ... نعم أمل في الله رزق عبد مؤمن ... وفرج منتظر أمل بقاء ولكن الجسد والنفس تاهت المسكن وكان الضباب غطاء كل الفكر والعقل والحزن قتل الفرح والزمن بذئابه عصف بالغصن الأخضر ولكني سأرحل لذاتي في ضمير حي يعيش كل الفصول بشروطي أنا وان كان العذاب طريقا لحياتي ... سأرحل لنفس أدركت بأن الحياة عبارة عن غابة معبدة بنوازل وصواعد والبقاء فيها للأقوى ضميرا وللأجمل نقاء فكل يكتب عنوان حياته من مفهوم ذاتي ومن عقل امتلأ بملفات أشبعت بأن الخير مسلكا قويما للسعادة كل يكتب نفسه على جدار الزمن من وحي ضمير ومن إيمان بأن كل شيء له بداية ونهاية ... صباح الضمير .. صباح الخير ...