top of page
صورة الكاتبAdmin

الصحابي عتبة بن غزوان - د. صالح العطوان الحيالي/ العراق


الصحابي عتبة بن غزوان - د. صالح العطوان الحيالي

--------------------------------------------------

الصحابي عتبة بن غزوان رضي الله عنه" غدا ترون الأمراء من بعدي " عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب. السيد الأمير المجاهد أبو غزوان المازني، حليف بني عبد شمس.(المتوفي سنة 17 هـ) صحابي بدري، كان حليفًا لبني نوفل بن عبد مناف في الجاهلية. أسلم وهاجر إلى يثرب، وشارك مع النبي محمد في غزواته كلها، ثم شارك في فتح العراق، وهو الذي اختطّ البصرة، وكان أول ولاتها. سيرته ــــــــــ كان عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب المازني من السابقين إلى الإسلام، فكان سابع سبعة أسلموا، وهو من بني مازن بن منصور أحد قبائل قيس عيلان، وكان حليفًا لبني عبد شمس بن عبد مناف، وقيل بني نوفل بن عبد مناف في الجاهلية. هاجر عتبة بن غزوان إلى الحبشة، ثم عاد فهاجر إلى يثرب مع مولاه خُبيب والمقداد بن عمرو، ونزل هو ومولاه خبيب على عبد الله بن سلمة العجلاني. وقد آخى النبي محمد بينه وبين أبي دجانة. شهد عتبة مع النبي محمد غزواته كلها، وكان فيها من الرماة المهرة. عتبة بن غزوان هو سابع سبعـة أسلموا وبايعوا وتحـدوا قريشا ، ولما أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة الى الحبشة خرج مع إخوانه مهاجرا ولكن عاد مجددا الى مكة ، وصمد مع الرسول الكريم والمسلمين الى أن سُمِحَ لهم بالهجـرة الى المدينـة فكان من الرماة الأفـذاذ الذين أبلـوا في سبيـل اللـه بـلاء حسنـا في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبعد وفاته .. فتـح الأبُـلّـة ـــــــــــــ أرسله أمير المؤمنين الى الأبُلّة ليفتحها ويطهرها من الفرس ، وقال له عمر وهو يودّعه وجيشه انطلق أنت ومن معك حتى تأتوا أقصى بلاد العرب وأدنى بلاد العجـم ، وسر على بركة الله ويُمنـه ، ادْعُ إلى الله من أجابـك ، ومن أبى فالجزيـة ، وإلا فالسيف في غير هوادة ، كابِـد العدو ، واتق الله ربـك )ومضى عُتبة على رأس جيشهم الذي لم يكن كبيرا حتى قدِمَ الأبُلّة ، وكان الفرس يحشدون جيشا من أقوى جيوشهم ، فنظم عتبة جيشه ووقف في المقدمة حاملا رُمْحَه بيده ، وصاح بالجيش الله أكبر ، صدق وعده ) فما هي إلا جولات ميمونة حتى استسلمت الأبُلّة وتحرر أهلها من جنود الفرس .. البصرة والإمارة ــــــــــــــــــ اختطّ عتبة -رضي الله عنه- مكان الأبُلّة مدينة البصرة ، وعمّرها وبنى مسجدها العظيم ، وأراد العودة الى المدينة هروبا من الإمارة ، لكن أمره أمير المؤمنين عمر بالبقاء ، فبقي عُتبة يصلي بالناس ويفقههم في دينهم ، ويحكم بينهم بالعدل زاهدا ورِعا بسيطا ووقف يحارب الترف والسِّرف فقد كان يخاف الدنيا على نفسه وعلى المسلمين ، وقف خاطبا يوما والله لقد رأيتني مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سابع سبعة وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقُـنا ، ولقد رزقت يوما بُرْدَة فشققتها نصفين ، أعطيت نصفها سعد بن مالك ولبست نصفها الآخر ) وحاول المترفون ممن تعودوا على المظاهر المتعالية تغير عتبة وزهده فكان يجيبهم إني أعوذ بالله أن أكون في دنياكم عظيما ، وعند الله صغيرا ) ولما شعر بضيق من حوله قال غدا ترون الأمراء من بعدي ) .. موسم الحج ـــــــــــــــ وجاء موسم الحج ، فاستخلف عتبة على البصرة أحد إخوانه وخرج حاجّاً ، ولمّا قضى حجّه توجه الى المدينة ، وحاول أن يعتذر عن الإمارة ، ولكن لم يرضى عمر أن يعفيه عن الإمارة وبالذات أن عتبة مـن الزاهدين الورعيـن ، وكان يقـول عمر لولاتـه تضعون أماناتكم فوق عنقي ، ثم تتركوني وحدي ؟لا والله لا أعفيكم أبداً ) بعض كلمات عتبة بن غزوان : ــــــــــــــــــــ قال خالد بن عمير: خطبنا عتبة بن غزوان، قال: "أيها الناس إن الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم ييق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، ألا وإنكم في دار أنتم متحولون منها فانتقلوا بصالح ما بحضرتكم، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيمًا وعند الله صغيرًا، وإنكم والله لتبلون الأمراء من بعدي، وإنه والله ما كانت نبوة قط إلا تناسخت حتى تكون ملكًا وجبرية، وإني رأيتني مع رسول الله r سابع سبعة ومالنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا، فوجدت بردة فشققتها بنصفين فأعطيت نصفها سعد بن مالك ولبست نصفها فليس من أولئك السبعة اليوم رجل حي إلا وهو أمير مصر من الأمصار، فيا للعجب للحجر يلقى من رأس جهنم فيهوي سبعين خريفًا حتى يتقرر في أسفلها، والذي نفسي بيده لتملأن جهنم، أفعجبتم وإن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عامًا، وليأتين عليه يوم وما فيها باب إلا وهو كظيظ". وفاته ــــــــــ أطاع عتبة أمير المؤمنين واستقبل راحلته ليركبها راجعا الى البصرة ، ولكن قبل ركوبها دعا ربه ضارعا ألا يرُدَّه الى البصرة ولا إلى الإمارة ، واستجيب دعاؤه فبينما هو في طريق عودته أدركه الموت ، وفاضت روحه الى بارئها


١٨ مشاهدة٠ تعليق
bottom of page